في حقبة الستينيات، كانت شركات صناعة السيارات محدودة، وبخاصة تلك التي كانت تقوم بتصنيع السيارات الرياضية، لذلك كانت المنافسة شديدة بينها. ولعل أكثر الصور التي كانت تجسد هذا الصراع هي صورة شهيرة جمعت بين عملاقين في عالم السيارات، فما هي قصة صورة فورد وفيراري الشهيرة؟
إقرأ أيضأً: مرآب يجمع تحت سقفه تاريخ تطور اجيال بورشه 911 GT
صراع العملاقين
في فقرة "قصة صورة" من سترايف نختار صورة طبعت تاريخا قيّما في عالم السيارات أو إنها أثارت جدلا كبيرا. واليوم اي صورة أفضل من تلك التي جمعت سيارتين من فورد وفيراري في سباق محتدم.
تعود قصة هذه الصورة إلى أوائل الستينيات حين كانت معركة فورد وفيراري في سباق Le Mans 24 Hours لعام 1966 تتخذ طابعا شخصيًا بين هنري فورد الثاني وانزو فيراري في أكبر مرحلة من سباقات التحمل، حتى تحوّل هذا النزاع إلى قصة درامية انتقلت فيما بعد لتتحول لفيلم هوليوودي.
قصة البيع
مع أن شركة فيراري كانت تسيطر على سباق الستينيات، ولكن وراء الكواليس، كان انزو فيراري في طور عرض العلامة التجارية الشهيرة للبيع. وقد جذبت انتباه أحد رجال الأعمال الأمريكيين.
هنا برز طموح هنري فورد الثاني بالشراء فما كان منه إلا أن عرض مبلغاً ضخماً للقيام بهذه الصفقة وشراء فيراري.
الصفقة التي لم تتم وتحولت لصراع
بعد 22 يومًا من المفاوضات، سافر مجموعة من محامي ومهندسي شركة فورد إلى إيطاليا وكانت الصفقة على وشك التوقيع. لكن في اللحظة الأخيرة، في 20 مايو 1963، تغير كل شيء وسقطت الصفقة رغم ان المبلغ الذي عرض كان من 8 أرقام ولكن ان تتخيل ما عُرض!
رفض فيراري بندًا في العقد ينص على أن فورد ستسيطر على الميزانية، وبالتالي، جميع القرارات التي تحكم فريق سباقات فيراري. كان إنزو غير راغب في التخلي عن السيطرة على برنامج رياضة السيارات الخاص بشركته.
وقال لممثلي فورد أنه لن يبيع أبدا بموجب هذه الشروط - كما أضاف، إنه "لن يبيع لشركة قبيحة تصنع سيارات قبيحة في مصنع قبيح". يشاع أنه أهان هنري الثاني شخصيًا من خلال التلميح إلى أنه لا يستطيع أن يكون مثل هنري فورد.
العودة وكتابة خطة الإنتقام
عاد فورد إلى الولايات المتحدة، وقرر الإنتقام في الحلبة، وإهانة فيراري في سباق لومان تحديداً. لجأ فورد إلى مصمم السيارات الأسطوري في لوس أنجلوس كارول شيلبي، وهو أحد السائقين الأمريكيين الوحيدين الذين فازوا في لومان، ليديروا عمليات السباق.
بعد بداية صعبة ، أعاد شيلبي وصديقه الموثوق به، سائق اختبار الذهاب واختصاصي الهندسة كين مايلز ابتكار فورد GT40. قام شيلبي ومايلز أولاً بتحسين استقرار السيارة من خلال تحسين الديناميكا الهوائية من خلال اختبار التدفق. كذلك سمحت البيانات التي تم جمعها لمايلز وشيلبي بإجراء تعديلات على الهيكل والتعليق ساعدت GT40 على أن تكون أكثر استقرارًا وقدرة على المناورة على المسار. تمّ أيضا حل مشكلة الفرامل بواسطة "فيل ريمينغتون"، المهندس في فريق فورد.
كل عملهم الشاق أتى ثماره وولدت سيارة GT40 Mk فورد. وكانت هي السيارة التي لم تهزم فيراري في لومان عام 1966 فحسب بل إنه لم يكن لدى فيراري حتى سيارة أكملت السباق إذ أن هذه السيارة من فورد احتلت المراكز الأولى والثانية والثالثة.
بذلك، ولدت قصة صورة سيارة فرود وفيراري P3 اللتين كانتا تتنافسان في الحلبة، وبقيت في ذهن كل محب لعالم السباقات كواحدة من أروع الصور لعملاقين تنافسا بشراسة.
اليوم، Ford GT40 MK ما زالت السيارة الأمريكية الخارقة المخصصة للسباقات والتي تباع بـ1.2 مليون دولار، وهي أول سيارة من مصنع فورد تكلف أكثر من مليون. لذلك، يمكننا أن نقول براحة بال، يبدو أن الانتقام ما زال يؤتي ثماره!