لقد ولت الأوقات التي كانت فيها السيارات تحتاج إلى محرك V8 لإنتاج أكثر من 300 حصان، بحيث كان تجاوز هذه القوة بمثابة عقبة كبيرة أمام العديد من الصانعين. ومع التطور في صناعة المحركات، أصبحت المحركات الصغيرة تنتج قوة تعادل تلك التي كانت تنتجها المحركات الكبيرة. لكن يبقى السؤال: هل يمكن لمحرك 4 أسطوانات أن ينافس محرّك V8؟
ماذا تعني محركات V؟
المحركات من النوع V، هي نوع من تكوين محركات الاحتراق الداخلي التي تتميز بترتيب الأسطوانات مقابل بعضها، وتستخدم في محركات 6 أسطوانات وأعلى، بحيث يتم ترتيب الأسطوانات في صفين بزاوية تتراوح بين 60 و90 درجة بالنسبة لبعضها البعض.
ويتم ضم مجموعتي الأسطوانات في عمود مرفقي واحد مشترك، مما يؤدي إلى شكل يشبه الحرف V عند النظر إليه من الأمام. ويمكن أن تحتوي المحركات على شكل V على أعداد مختلفة من الأسطوانات، مثل أربعة أو ستة أو ثمانية أو عشرة أو حتى اثنتي عشرة أسطوانة.
ويوفر التكوين على شكل حرف V العديد من المزايا:
- يسمح بتصميم محرك يحتاج مساحة أقل مقارنة بالمحركات التي يتم ترتيب الأسطوانات فيها في صف واحد
- الطول الأقصر لمحرك V يجعله مناسبًا لمختلف التطبيقات، بما في ذلك السيارات والدراجات النارية والسفن البحرية والطائرات
- يسمح الشكل V أيضًا بتوزيع الوزن وتوازنه بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تحسين الثبات
محرك 4 أسطوانات مقابل محرك V8
في الواقع، هناك الكثير من المحركات القوية ذات الأربع أسطوانات. لكن يتم استخدام بعض التقنيات المتقدمة لتحقيق هذه النتيجة مثل شاحن توربيني مزدوج، وأقصى قدر من القيود لنظام العادم، واستراتيجية مبتكرة لحقن الوقود.
ومع ذلك، قد يكون لمحرك V8 عزم دوران أكبر، ومن المرجح أن يكون محرك V8 بنفس القوة أكثر موثوقية. وبما أن محركات V8 تتمتع بإزاحة أكبر، مما يعني أنها تحرق المزيد من الهواء والوقود، فالأمر يؤدي إلى زيادة إنتاج عزم الدوران.
كما يسمح حجمها الأكبر بمكونات داخلية أكثر قوة، مما يمكن أن يساهم في عمر أطول للمحرك. في السياق عينه، إن تكوين محرك V8 بثماني أسطوانات في مجموعتين يسمح بتوازن أفضل للمحرك وإهتزازات أقل عند العمل.
أمثلة على محركات رباعية قوية
.jpg)
هنالك العديد من السيارات التي حصلت على محركات تفوق قوتها 300 حصان. ومن بين هذه السيارات بي ام دبليو M35i xDrive بقوة 302 حصان تنتجها من المحرك رباعي الأسطوانات سعة 2.0 لتر مزود بشاحن توربيني. وهي أقوى حتى من سيارة بي ام دبليو 540i موديل 2003، والتي تتميز بمحرك V8 سعة 4.4 لترات، ينتج 290 حصاناً.
من الأمثلة الأخرى هوندا سيفيك Type-R 2017 بقوة 306 حصان تنتجها من محرك Turbo-4 سعة 2.0 لتر يمكنه دفعها إلى سرعة 100 كلم في الساعة في 4.9 ثانية.
كذلك حصلت سيارة فورد موستنج إيكوبوست 2018 على قوة 310 حصان من محرك EcoBoost سعة 2.3 لترات، مما يوفر لها أداءً متميزاً مع إنطلاقة من 0 إلى 100 كلم في الساعة خلال 5.1 ثانية. نبقى مع فورد لكن هذه المرة مع فورد فوكس RS 2016 التي حصلت على قوة 350 حصاناً من محرك توربيني رباعي الأسطوانات سعة 2.3 لترات وتسارع إلى 100 كلم في الساعة خلال 4.7 ثانية.
.jpg)
في السياق عينه حصلت بورشه 718 كايمان اس 2017 على قوة 350 حصاناً من محرك رباعي الأسطوانات سعة 2.5 لترات مزود بشاحن توربيني. وتضمن هذه القوة أداءً قوياً مكنها الوصول إلى سرعة 100 كلم في الساعة خلال 4.1 ثانية فقط. من جهتها أنتجت شركة فولفو سيارة V60 بولستار 2017 بقوة 362 حصاناً من محرك رباعي الأسطوانات سعة 2.0 لتر مزودًا بشاحن توربيني حل محل المحرك القديم سداسي الأسطوانات سعة 3.0 لترات. ويمكن لفولفوV60 بولستار الوصول إلى سرعة 100 كلم في الساعة خلال 5 ثوان.
كذلك، حصلت سيارة مرسيدس AMG CLA 45 2017 على قوة 376 حصاناً من محرك أربع أسطوانات مع شاحن توربيني بينما حصلت مرسيدس AMG A45 S 2020 على قوة 415 حصاناً من محرك توربيني رباعي الأسطوانات سعة 2.0 لتر.
في الخلاصة
.jpg)
يتيح عصر الشواحن التوربينية وتوقيت الصمام المتغير والحقن المباشر للوقود للمهندسين استخلاص طاقة أكبر من المحركات الصغيرة أكثر من أي وقت مضى. فلم يعد الأداء مرتبطًا بشكل صارم بسعة المحرك. فعدد الأسطوانات ليس هو العامل الوحيد الذي يغير قوة المحرك.
كل شيء يعتمد على التقنيات التي على أساسها يعمل المحرك. فحتى المحرك رباعي الأسطوانات جيد الصنع يمكنه منافسة محركات V8 من خلال دمجه مع شاحن توربيني ونظام عادم محسن واستخدام إستراتيجيات حقن الوقود المتقدمة.
وهنالك العديد من السيارت ذات المحركات رباعية الأسطوانات التي تنتج طاقة أكبر من العديد من محركات الثماني أسطوانات. فعلى الرغم من أن المحرك المزود بشاحن توربيني بدا غريباُ في البداية، إلا أنه ثبت أنه خطوة شجاعة نظراً وسرعان ما أثبت كفايته وشعبيته لدى المشترين.
