في حين توجد العديد من التحذيرات حول أن مقصورة السيارة يمكنها أن تصبح ساخنة للغاية عند وقوف السيارة تحت أشعة الشمس الحارقة وتشكل خطراً على الأطفال داخلها، ظهر تحذير جديد مثير للقلق يدعي أن خزان الوقود الممتلئ يمكن أن ينفجر تلقائيًا في يوم حار. تنتشر التحذيرات على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من العالم، لكن هل هذا مصدر قلق مشروع؟
ما يقوله العلم
هناك بالتأكيد عنصر مادي للحقيقة هنا. فإذا أخذت أي حاوية مغلقة ذات حجم ثابت، وضخيت كمية كافية من الوقود فيها تحت ضغط كافٍ، فسوف تنفجر في النهاية. هذا هو نفس المبدأ وراء فرقعة البالون المتضخم بشكل مفرط. فعندما يكون الضغط الداخلي للخارج أكبر من أن تتحمله جدران الخزان، سيحدث تمزق، وسوف ينفجر الوقود عالي الضغط المحبوس بالداخل.
ومع وجود البنزين في خزان وقود السيارة المملوء، يصبح الخطر أكثر وضوحاً. فبدلاً من مجرد الشظايا، سيكون لديك ما يقرب من 80 لتر من المواد شديدة الاشتعال، وكلها في حاوية واحدة. وإذا زاد الضغط ودرجة الحرارة إلى درجة الاشتعال، فيمكن أن يطلق كل تلك الطاقة المخزنة مرة واحدة. ولكن لكي تحصل على انفجار من أي نوع، ستحتاج إلى حدوث أحد أمرين. الأول ما يكفي من الضغط، والثاني تسخين البنزين إلى درجة حرارة عالية بما يكفي للاشتعال تلقائيًا، حتى دون شرارة. وأي واحد من هذين الأمرين يمكن أن يؤدي إلى كارثة. ولحسن الحظ، لا يمكن لأي منهما أن يحدث حتى في أعلى درجات الحرارة التي تم تحقيقها على الإطلاق على الأرض.
التنفيس يمنع الانفجار
من المهم جدًا منع تراكم الضغط غير المرغوب فيه داخل خزان الوقود. والمعادلة بسيطة، التنفيس يمنع الانفجار. وهذا هو أبسط حل ممكن لمنع تراكم الضغط. لذلك غطاء خزان الوقود في السيارة القديمة به ثقب. فبدون نظام مغلق، يصبح تراكم الضغط مستحيلًا، حيث يمكن للهواء الخروج أو الدخول لتثبيت الضغط.
ومع ذلك، نظرًا لأن هذا سمح أيضًا بتسرب الوقود أو تناثره، فقد بدأ التخلص التدريجي منه لصالح أنظمة التحكم في الانبعاثات التبخرية EVAP. فبدلًا من الموازنة مع الهواء الخارجي، سيكون هناك آلية من شأنها أن تحافظ على استقرار الضغط عبر سحب بعض الوقود من الخزان عندما يكون الضغط مرتفعاً، ويعيده إلى الخزان الرئيسي عندما يعود الضغط إلى طبيعته.
وفي عام 1971 وضعت وكالة حماية البيئة قاعدة مفادها أن جميع المركبات المزودة بمحرك احتراق داخلي يجب أن تحتوي على نظامEVAP .
ماذا إذن عن الخيار الآخر؟ هل يمكن أن يشتعل الوقود الموجود داخل خزان الغاز تلقائيًا؟
الاحتراق التلقائي هو ظاهرة حقيقية، ولكنه يحدث عادة بسبب وجود بعض العوامل الخارجية. أما في حالة خزان الوقود هذا مصدر قلق مشروع، لأن درجات الحرارة في الأماكن المغلقة ترتفع بشكل كبير. لكن يجب الحرص على التمييز بين درجتين من درجات الحرارة المهمة. الأولى نقطة الوميض، وهي أدنى درجة حرارة تشتعل فيها الأبخرة عند مصدر اشتعال معين مثل الشرارة، والثاني درجة حرارة الاشتعال الذاتي، وهي درجة الحرارة التي تشتعل فيها الأبخرة تلقائيًا دون مصدر اشتعال.
بالنسبة للوقود في سيارتك، فأنت تريد نقطة وميض منخفضة حتى تتمكن سيارتك من العمل حتى عندما يكون الجو باردًا، ولكن درجة حرارة اشتعال ذاتي عالية، بحيث لا تحصل على اشتعال تلقائي تحت أي ظرف من الظروف. ولا يمكنك أن تطلب وقودًا أفضل لهذه الأغراض من البنزين التقليدي.
فدرجة حرارة الاشتعال الذاتي للبنزين مرتفعة للغاية، وتبلغ 280 درجة مئوية، بينما تبلغ درجة الحرارة القصوى التي يتم الوصول إليها داخل محرك يعمل في يوم شديد الحرارة حوالي 130 درجة مئوية، وهي أقل بمئات الدرجات من أن تسبب الاشتعال الذاتي.
في الخلاصة
الخطر الوحيد الذي تواجهه من خزان وقود ممتلئ في يوم حار هو نفس الخطر الذي تواجهه كل يوم، إذا كان لديك خط غاز متسرب وشرارة. مع العلم أنه إذا كان البنزين يمثل خطرًا حقيقيًا للانفجار بسبب تراكم الضغوط العالية للغاية، فإن ترك الخزان نصف ممتلئ لن يكون بمثابة إجراء مضاد. لكن لحسن الحظ، يصل البنزين إلى التوازن عند ضغوط منخفضة جدًا، كما أن أغطية التهوية وأنظمة EVAP أكثر من كافية للحفاظ على ضغط ثابت ومنخفض في خزان الوقود. لذلك، إن خطر الاشتعال التلقائي يكون معدوما عند درجات الحرارة الأرضية.
اقرأ أيضًا: صح أم خطأ: القيادة بأقل من ربع خزان الوقود أمر سيء لسيارتك