في بعض المرات، تشهد بطولة العالم للفورمولا 1 عودة بعض السائقين الذين تركوا هذه الرياضة لفترة معنية. صحيحٌ أن البعض منهم كانت عودته مميزة، إلا أن عددًا آخرًا لم يتوفق في سباقاته.
فيرناندو ألونسو
عاد فرناندو ألونسو إلى الفورمولا 1 في عام 2021. وكان الإسباني قد ترك البطولة في نهاية العام 2018 بعد فترة صعبة استمرت أربع سنوات مع فريق مكلارين.
هذا واختار ألونسو المنافسة في فئات أخرى مثل سباق لومان 24 ساعة، كما شارك بطل العالم مرتين في سباقي إنديانابوليس 500 ورالي داكار. على الرغم من النجاح في هذه الرياضات، إلا أن ألونسو قرر العودة إلى فورمولا 1 وانضم إلى فريق ألبين لموسم 2021.
وبينما لم تكن السيارة قادرة على المنافسة مع الفرق الأوائل، أظهر ألونسو أنه لم يفقد أيًا من تصميمه. حصل على منصة التتويج الأولى له منذ سبع سنوات في جائزة قطر الكبرى، وأنهى الموسم متقدمًا على زميله إستيبان أوكون في ترتيب بطولة العالم. وبعد موسم آخر ضمن فريق ألبين والذي لم يكن ناجحاً، قرر ألونسو وفي العام 2023 التوجه إلى فريق أستون مارتن حيث لمع نجمه من جديد.
مايكل شوماخر
عاد مايكل شوماخر إلى الفورمولا 1 في العام 2010، بعد أن كان قد أنهى مسيرته اللامعة في البطولة في العام 2006. هذا واختار شوماخر البالغ من العمر 41 عامًا العودة مع فريق مرسيدس الجديد. لكن للأسف، لم يتمكن الألماني أبدًا من الوصول إلى مستويات نجاحه السابقة.
خلال السنوات الثلاث التي قضاها مع مرسيدس، كان زميله نيكو روزبرغ يتفوق عليه في كثير من الأحيان ولم يقف على منصة التتويج إلا مرة واحدة. في نهاية عام 2012، اعتزل شوماخر للمرة الثانية، وقد تم استبداله بلويس هاميلتون.
نيكي لاودا
عاد النمساوي إلى شبكة الانطلاق في سباق الجائزة الكبرى الإيطالي عام 1976، بعد ستة أسابيع فقط من نجاته بأعجوبة من حادث مروع على حلبة نوربورغرينغ، حين اشتعلت النيران في سيارته، وقد أصيب بحروق بالغة.
لكن لاودا لم يستسلم أثناء تعافيه، وعندما توجه إلى مونزا، عاد مرة أخرى إلى سيارة فيراري، على الرغم من أن حروق وجهه لا تزال مؤلمة جداً.
بشكل لا يصدق، أنهى النمساوي سباقه الأول في المركز الرابع، وظل في المعركة على اللقب حتى قرر الانسحاب من سباق الجائزة الكبرى الياباني الممطر، مما يعني أن منافسه جيمس هانت تغلب عليه ليفوز ببطولة العالم بفارق نقطة واحدة فقط.
كيمي رايكونن
انفصل كيمي رايكونن عن فيراري في نهاية عام 2009، وحل محله فرناندو ألونسو. كثرت الشائعات حول عودة رايكونن إلى مكلارين، لكنه قرر في النهاية ترك الفورمولا 1 وتجربة شيء مختلف تمامًا والمشاركة في عالم الراليات.
لكن عاد كيمي إلى الفورمولا 1 مع فريق لوتس في عام 2012، وقد أثبتت هذه الخطوة أن الرجل الجيليدي لم يفقد موهبته إذ أنهى عامه بحصوله على المركز الثالث في ترتيب بطولة السائقين. أدت عودته الناجحة إلى اهتمام فيراري به، لذلك وقع مرة أخرى مع فريق سكوديريا في عام 2014. بقي رايكونن في فيراري حتى نهاية عام 2018، وهو العام الذي حقق فيه فوزه الأخير في الفورمولا 1.
نايجل مانسيل
غادر نايجل مانسيل الفورمولا 1 في نهاية عام 1992 بعد فوزه ببطولة العالم، واستمر في المنافسة في إندي كار في عام 1993. هذا وعاد البريطاني بشكل غير متوقع إلى الفورمولا 1 في عام 1994، عندما قاد أربعة سباقات لصالح فريق ويليامز بعد وفاة السائق أيرتون سينا.
في البداية لم تسر الأمور على ما يرام بالنسبة لمانسيل، ومع ذلك، وفي محاولته الأخيرة مع ويليامز في سباق الجائزة الكبرى الأسترالي، فاز هذا الأخير بالسباق. بعد ذلك، وقع مانسيل مع ماكلارين في عام 1995، لكن السيارة أثبتت أنها صعبة القيادة بالنسبة له، وبعد سباقين فقط، ابتعد البريطاني عن الفورمولا 1 إلى الأبد.
آلان بروست
بعد أن توترت علاقته مع فيراري في نهاية عام 1991، قضى الفرنسي الموسم التالي من دون فريق قبل أن يعود مع ويليامز في عام 1993. لم يفقد ألان بروست أيًا من موهبته بعد عام من الغياب، وأصبح بطل العالم للمرة الرابعة في موسم 1993. لكن في نهاية العام قرر اعتزال الرياضة.
روبرت كوبيتسا
أظهر روبرت كوبيتسا، الذي ظهر لأول مرة في الفورمولا 1 عام 2006 موهبة استثنائية في مناسبات عدة كما وحقق فوزه الأول في سباق الجائزة الكبرى الكندي عام 2008. بعد ترك بي ام دبليو والانتقال إلى رينو في عام 2010، استمر كوبيتسا في إثارة الإعجاب وكان من المقرر أن يبقى مع الفريق في عام 2011.
ومع ذلك، خلال فترة ما قبل الموسم، تعرض لحادث كبير أثناء المنافسة في رالي. وفي عام 2019، عاد كوبيتسا إلى الرياضة بعد طول انتظار مع فريق ويليامز، إلا أن نجمه لم يلمع.
اقرأ أيضاً: لماذا لا تعتمد سيارات الفورمولا 1 على الدفع الرباعي عوضاً عن الدفع الخلفي؟