في عصر تسيطر فيه السيارات الكهربائية وأنظمة الدفع الهجينة القابلة للشحن (PHEV) على قمة الأداء، كان من المتوقع أن تتبع "بنتلي" نفس المسار لجيلها الجديد من الأيقونة "كونتيننتال". بالفعل، جاءت النماذج القياسية من Continental GT بقوة هجينة دفع كلي، ضخمة وثقيلة الوزن، محافظة على فخامتها. ولكن، في خطوة تحدت التوقعات وتستحق التصفيق الحار، أعلنت العلامة البريطانية العريقة عن عودة اسم "سوبر سبورتس" لعام 2026، مُعلنة ثورة في فلسفة الأداء، شعارها: "بساطة وتخفيف الوزن".
إنها ليست مجرد نسخة جديدة؛ بل هي بيان صارخ من بنتلي بأن "سيارة الأداء المطلق" لا تزال تحتاج إلى النقاء، حتى لو جاء ذلك على حساب بعض الأرقام المطلقة للقوة.
فقدان الألف باوند: فن التخفيف

كما يعرف أي عاشق للسيارات، فإن اكتساب الوزن أسهل بكثير من فقدانه. هنا، يستحق مهندسو كرو (Crewe) في بنتلي إجلالًا خاصًا، حيث نجحوا في التخلص من ما يقارب 1000 باوند (ما يعادل 450 كجم تقريباً) من وزن "كونتيننتال جي تي" العادية، لتهبط "سوبر سبورتس" الجديدة تحت حاجز الـ 4400 باوند.
فكيف حققت بنتلي هذا الإنجاز الهائل في التخفيف؟ الجواب بسيط ومعقد في آن واحد: العودة إلى الأساسيات. تخلى فريق الهندسة عن نصف المعادلة الكهربائية الهجينة، وتخلصوا بالكامل من نظام الدفع الكلي المُعقد، ليعتمدوا على محرك احتراق داخلي خالص ونظام دفع خلفي فقط (RWD).
عودة النقاء: V8 بدلاً من الهجين الأقوى
.jpg)
تستمد "سوبر سبورتس" طاقتها من محرك V8 المألوف والموثوق به، بسعة 4.0 لتر ومزود بشاحني تيربو مزدوجين. ينتج هذا المحرك قوة 657 حصاناً (أو 666 حصاناً مترياً) و 590 رطل قدم من عزم الدوران. قد تكون هذه الأرقام أقل من شقيقتها "GT Speed" الهجينة، التي تصل قوتها إلى 771 حصاناً، لكن الفارق الهائل في الوزن يغير كل شيء.
الهدف هنا لم يعد تسجيل أسرع زمن في الانطلاق من الصفر فقط؛ بل الهدف هو "المتعة في القيادة" و "التحكم". ولهذا، عززت بنتلي السيارة بنظام تعليق نشط (48 فولت) مضاد للانقلاب، ومخمدات ثنائية الغرفة، وترس تفاضلي إلكتروني محدود الانزلاق (eLSD). كل هذه التقنيات تعمل معاً لتمنح السائق ما تسميه بنتلي "انزلاقاً خلفياً (Oversteer) مهماً لكن قابلاً للتحكم به للغاية".
وحش بحلة رياضية شرسة

لم يقتصر التخفيف على المكونات الداخلية فحسب، بل شمل الهيكل الخارجي أيضاً. تم إزالة المقاعد الخلفية تماماً، ليس فقط لخفض الوزن، بل لضمان عدم تعرض الأطفال للغثيان عند الانجراف على المنحدرات! كما تم تركيب مقاعد رياضية خفيفة الوزن جديدة للسائق والراكب الأمامي، توفر دعماً جانبياً أكبر بكثير، مع الحفاظ على فخامة بنتلي المعهودة (تسخين وميزات كهربائية بـ 11 وضعية).
تصميمياً، حصلت السيارة على تعديلات إيروديناميكية شرسة تزيد من قوة الدفع السفلية (Downforce) بما يصل إلى 660 باوند مقارنةً بـ GT Speed. وتشمل هذه التعديلات عجلات ألمنيوم مقاس 22 بوصة تم تطويرها بالتعاون مع Manthey Racing، ومكابح ضخمة من كربون-سيليكون-كربيد، وجناح خلفي ثابت، وسقف مصنوع من ألياف الكربون. أما اللمسة الأبرز، فهي شعار الرقم "8" الضخم في منتصف الشبك الأمامي، احتفاءً بمحرك V8.
"كونتيننتال سوبر سبورتس 2026" هي تحفة فنية مُنتظرة. إنها سيارة مصممة للسائق، وستدخل مرحلة الإنتاج أواخر العام المقبل، على أن تبدأ عمليات التسليم في أوائل عام 2027. والأهم، أن بنتلي ستصنع 500 وحدة فقط حول العالم، مما يضمن لها مكانة أسطورية في تاريخ العلامة كأحد آخر السيارات التي ركزت على النقاء والوزن الخفيف قبل الانغماس الكامل في عصر الكهرباء.
إقرأ ايضاً: كشفت بنتلي عن فلاينج سبير بطلاء يستغرق 60 ساعة من العمل