يعد نظام مكيف الهواء في السيارات الحديثة أمر مسلّم به بشكل تام، فقد يكون من النادر للغاية أن نرى أي سيارة جديد تأتي دون نظام تبريد وتدفئة داخلي، ولكن لم يكن الوضع بنفس الشكل سابقاً، حيث لم نرى أنظمة تبريد حقيقية داخل السيارات سوى قرب الأربعينات من القرن الماضي.
بدأت محاولات تلطيف أجواء السيارة الداخلية بأشكال بدائية عديدة مثل رفع المقاعد لأعلى قليلاً كي يمر الهواء أسفلها في مطلع العشرينات، ما انتقل لاحقاً إلى استخدام مراوح كهربائية صغيرة وصولاً إلى استخدام مبرد يرش رذاذات مياه لداخل المقصورة لتبريد الأجواء.
ولكن، في عام 1933 قامت إحدى الشركات المغمورة في نيويورك ببدء تركيب نظام تبريد وتدفئة للهواء داخل مختلف السيارات، رغم التركيز على سيارات الليموزين الفاخرة، وعقب ذلك، في عام 1939، قامت علامة باكارد الأمريكية بالكشف عن سيدان 180 التي أتت بخيار مكيف من الشركة ذاتها، لتكون بذلك أول سيارة إنتاجية في التاريخ تحمل مكيف هواء، رغم أن النظام كان من تطوير شركة فورد.
كان نظام المبرد حينها في واقع الأمر مثبت في حقيبة الأمتعة الخلفية بدلاً من لوحة القيادة كما هو معتاد حالياً، حيث كان يتوجب على الركاب تركيب أو إزالة الحزام المسؤول عن تشغيل الجهاز لتشغيله أو إطفائه.
هذا وبالنظر لكون المكيف حينها كان يعد ابتكاراً جديداً في عالم السيارات ومخصص للفئات الأغلى، فقد كان سعره يبدأ عند 274 دولار، ورغم أن هذا قد لا يبدو كثيراً الآن، إلا أن متوسط الراتب السنوي حينها كان 1,368 دولار فقط، حيث أن سعر هذا النظام يعادل 4,824 دولار بحساب معدل التضخم منذ حينها، وهو ما يعد خيار باهظ للغاية بالطبع يصل أحياناً لثلث ثمن السيارة ذاتها أو أكثر.
اقرأ أيضاً: الأوامر الصوتية في السيارات... مستوى جديد من السلامة