تعتبر العواصف في البحر تجارب مروعة، إذ يمكن لعاصفة كبيرة أن تضرب حتى أكبر السفن وأكثرها ثباتًا. تم تصميم معظم سفن الشحن الحديثة لتحمل كل الظروف المناخية باستثناء تلك العنيفة منها، لذلك لا يرغب أي طاقم أن يجد نفسه في وسط إعصار يمكن أن يهدد حياته.
الحصول على تقرير حول الطقس
للابتعاد عن الأعاصير، يحتاج القبطان إلى معلومات جيدة عن الطقس. منذ قرن مضى، كانت تحديثات الطقس في البحر مقتصرة على رسائل "مورس"، ولكن منذ الثمانينيات، أصبحت تحديثات الطقس تصل إلى الطابعات أو أجهزة الفاكس مباشرة في السفينة. من هنا يُطلب من سفن الشحن مثلاً أن تكون مزودة بجهاز التلكس الملاحي NAVTEX، وهو جهاز استقبال لاسلكي يلتقط إشارات الراديو متوسطة التردد ويحولها إلى نسخة مطبوعة.
اليوم، يمكن لربان السفينة أيضًا تلقي خرائط الطقس وصور الأقمار الصناعية وغيرها من المعلومات عبر البريد الإلكتروني. تحتوي بعض السفن على المزيد من الأجهزة العالية التقنية على متنها، مثل أنظمة الكمبيوتر التي تساعد في تحديد المسارات بناءً على توقعات الطقس.
أهمية الصابورة أو ما يُعرف بمياه الاتزان
أخطر سفينة في الإعصار هي السفينة الفارغة، وذلك لأن وزن الحمولة يساعد على استقرار السفينة ضد الأمواج. توفر الصابورة القليل من الوزن عندما تبحر السفن فارغة، ولكنها ليست دائمًا كافية.
الصابورة أو ميلة التوازن هي المواد المستخدمة لتوفير الاستقرار للسفينة. تسمى الحجرة الموجودة داخل قارب أو سفينة أو غواصة أو أي هيكل عائم آخر يحمل الماء بخزان الصابورة. يجب أن يتحرك الماء من وإلى خزان الصابورة لموازنة السفينة. هذا ويجب أن تبقى الصابورة تحت مستوى الماء، لمواجهة آثار الوزن فوق مستوى الماء.
أفضل المنافذ
لا تتجه سفن الشحن دائمًا إلى أقرب ميناء عند اقتراب الإعصار، لأنه لا توفر جميع الموانئ نفس النوع من المأوى. غير أن الموانئ المهمة هي تلك التي تتواجد بالقرب منها منحدرات أو جبال عالية لحماية السفينة من الرياح.
بمجرد وصوله إلى الميناء، يقوم الطاقم بتثبيت السفينة، من خلال المرساة لمنع حركة الأمواج من تحريك الهيكل، وقد يقوم أيضًا بوضع محرك السفينة في الاتجاه المعاكس للضغط على المرساة.
المواجهة
ماذا لو كان على السفينة أن تواجه إعصارًا في البحر؟ في هذه الحالة يجب التوجه نحو منطقة المحيط التي ستشهد الأمواج الضعيفة والرياح الأقل. في وسط العاصفة، يجب أن تبقى السفينة على مسافة آمنة من أي شيء قد تصطدم به، مثل الساحل. تحاول سفن الشحن البقاء بعيدًا عن الشاطئ إذا كان عليها أن تواجه عاصفة كبيرة في البحر، فلا تتدمر.
هذا ويجب على السفينة أيضاً أن تتحرك للأمام بقوة كافية بدلاً من أن تدفعها الأمواج والرياح. يجب أن تبقي مقدمة السفينة متجهة نحو الأمواج لتتمكن من عبورها بأمان، حيث أن موجة ضخمة ولو ضربت جانب السفينة يمكن أن تقلبها وتغرقها. إضافة إلى ما ذكرنا، إن ربح أي معركة ضد البحر، أمر يعتمد على امتلاك سفينة تتم صيانتها جيدًا، وطاقم مدرب وذوي خبرة، وجرعة من الحظ السعيد.
اقرأ أيضاً: أحدهم فعلها.. تويوتا كامري مستعملة أفضل لي من فورد موستنج