السفر بالطائرة هو رفاهية يستمتع بها الكثير منا، ولكن إحدى الشكاوى الشائعة هي مدى البرودة التي يمكن أن تصل إليها المقصورة أثناء وجودك في الجو.
ما دور الطيارين؟
حتى بعد ارتداء السترة الرياضية التي وضعتها في حقيبة اليد الخاصة بك وإيقاف تشغيل فتحة التهوية التي تتواجد فوقك، قد تظل درجة الحرارة على متن الطائرة باردة، بخاصة عندما تصبح في الهواء. فلماذا يحدث هذا الامر؟
عندما تكون طائرتك عند البوابة، يوجد عادةً مكيف هواء خارجي، والذي يكون على شكل أنابيب صفراء كبيرة متصلة بالطائرة. هنا تُستخدم وحدة الطاقة المساعدة، وهي محرك صغير يقع في ذيل الطائرة، لمحاولة تبريد المقصورة الساخنة عندما تكون الطائرة على الأرض. أما وعندما تصبح في الهواء، تحتوي معظم الطائرات على نظام تبريد يعمل عندما يكون المحرك قيد التشغيل.
بشكل عام، وخلال الرحلة الجوية، يتحكم الطيارون في منظم الحرارة الرئيسي، ومن ثم يمكن لطاقم المقصورة تحريكه لأعلى أو لأسفل قليلاً باستخدام نظام التحكم في المقصورة، وهنا إذا احتجنا إلى إجراء تغيير كبير، فيجب علينا الاتصال بالطيارين وطلب منهم القيام بذلك.
الارتفاع يلعب دوراً أيضاً
أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تدني في درجة الحرارة يعود إلى البيئة الخارجية للطائرة. عندما ترتفع الطائرة إلى ارتفاعات شاهقة، تصل إلى ما بين 30,000 قدم (9000 متر) و40,000 قدم (12000 متر)، تنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ في الجو الخارجي. قد تصل درجات الحرارة خارج الطائرة إلى ما دون الصفر بكثير، وغالبًا تصل إلى -50 درجة مئوية.
ونظرًا لأن الطائرات تتحرك بسرعة عالية في هذه البيئات المتجمدة، من الضروري أن تظل درجة الحرارة الداخلية معتدلة عبر أنظمة التحكم في المناخ. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي ضبط درجات الحرارة للتوازن بين درجات الحرارة الخارجية والداخلية إلى شعور الركاب بالبرودة.
لتجنب الجفاف والارهاق
النظام البيئي المغلق داخل الطائرة يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالجفاف والإرهاق، بخاصة مع انخفاض الرطوبة في المقصورة. ولهذا السبب، يقوم الطاقم بتعديل درجة الحرارة لتجنب ارتفاع حرارة الجسم أو الجفاف. إن الحفاظ على درجة حرارة منخفضة نسبيًا يمنع الجسم من فقدان الرطوبة بسرعة، مما يحافظ على راحة الركاب، على الرغم من شعور البعض بالبرودة. هذا ويمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تجعل الروائح أقوى، والروائح الكريهة أمر لا مفر منه في المقصورة المزدحمة، سواء لذلك يفضل الابقاء على المقصورة باردة
أحد الجوانب التي يجب مراعاتها أيضًا هو التغير في ضغط الهواء. في الطائرة، يتم ضبط ضغط المقصورة ليكون أقل قليلاً من الضغط عند مستوى سطح البحر، مما يؤثر على الشعور العام بدرجة الحرارة. مع ارتفاع الطائرة، قد يشعر الركاب أن الجو أبرد مما هو عليه بالفعل بسبب التغيرات في الضغط الجوي.
في النهاية، يُعزى السبب الرئيسي لشعور البرودة داخل الطائرة إلى مزيج من العوامل الجوية الخارجية، الحاجة للحفاظ على صحة الركاب، والكفاءة المطلوبة لأنظمة التهوية والتكييف.
إذا كنت تشعر بالبرودة أثناء الرحلات الجوية، ينصح بارتداء طبقات إضافية من الملابس أو استخدام البطانيات المتاحة لضمان الراحة.
اقرأ أيضاً: هل تشعر بالقلق من الطيران.. 6 أسباب تجعل احتمالات تحطم الطائرة ضئيلة للغاية