كان العامان الماضيان يمثلان تحديًا كبيرًا للشركات التي تعمل بجد لإعادة السفر الجوي المدني الأسرع من الصوت إلى الواجهة من جديد. ومن المفارقات أن عام 2023 يصادف الذكرى العشرين للرحلة الأخيرة لطائرة الكونكورد، هذا ويبدو أن عودة السفر الجوي الأسرع من الصوت غير مؤكدة تمامًا.
التقدم ما زال مستمراً
في عام 2021 أفلست شركة Aerion الأمريكية لتطوير طائرات الأعمال الأسرع من الصوت وسط مشاكل مالية، ونشأ المزيد من الذعر عندما أعلنت شركة Boom Supersonic، وهي لاعب رئيسي في هذا القطاع، العام الماضي أن علاقتها مع رولز رويس قد انهارت.
ومع ذلك، لا تزال هناك شركة واحدة واثقة من أنها ستلعب دورًا محوريًا في إعادة تقديم الرحلات الجوية الأسرع من الصوت في الطيران المدني. نحن نتحدث عن شركة Spike Aerospace ومقرها ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتقدم في خططها لبناء طائرة أسرع من الصوت تسمى S-512، حتى أن الشركة بدأت مؤخرًا في قبول الحجوزات لطائراتها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت.
من نيويورك إلى لندن في ثلاث ساعات
شركة Spike Aerospace أعلنت مؤخرا عن مشروع تطوير طائرة لرجال الأعمال أسرع من الصوت تحت اسم S-512 في عام 2013، وعلى مر السنين، مر المشروع بالكثير من التغييرات إلى جانب التعديلات على الجدول الزمني، هذا وتعمل الشركة حاليًا على تطوير نسخة قادرة على استيعاب ما يصل إلى 18 راكبًا.
وفقًا للشركة، ستكون الطائرة الأسرع من الصوت قادرة على الطيران بسرعات تصل إلى 1.6 ماخ (1770 كلم/ الساعة)، وهو أسرع بمقدار 805 كام/ الساعة من أي طائرة مدنية أخرى.
سوف تؤدي هذه السرعة إلى تقليل وقت السفر بشكل كبير من نيويورك إلى لندن إلى ثلاث ساعات فقط على سبيل المثال بدل سبع ساعات، كما ستوفر الطائرة مدى يصل إلى 6200 ميل بحري (حوالي 11500 كلم)، مما يجعلها مناسبة للسفر من دون توقف بين المدن العالمية الكبرى.
ماذا عن وقت التسليم؟
وبينما كانت الشركة تعمل في وضع التخفي على مدى السنوات القليلة الماضية، يقول مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، ماكس كاتوريا، إنه لا يوجد ما يدعو للقلق. وفي منشور سابق خلال العام الماضي، ذكرت الشركة أن برنامج S-512 يسير بشكل جيد للغاية.
هذا ومنحت الشركة الأغنياء الفرصة لطلب طائرة أسرع من الصوت مسبقًا لأسطولهم وللمرة الأولى. المشكلة الوحيدة هي أن الجدول الزمني لتطوير الطائرة لا يمكن الوثوق به خصوصاً وأن الطائرة كان يجب أن تقدم إلى العلن في العام 2018. تم تصميم الطائرة، المجهزة بتقنية الطيران الأسرع من الصوت من الألف إلى الياء للسفر بسرعة تفوق سرعة الصوت بهدوء وكفاءة ومن دون أي ازعاج.
لدى الولايات المتحدة، إلى جانب الكثير من الدول الأخرى، لوائح معمول بها تقيد الطائرات المدنية من التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت، ما يعني أن الطائرة، التي بتخطى سعرها الـ100 مليون دولار، هذه سوف تتمكن من التحليق بما يتجاوز سرعة الصوت فوق المحيطات فقط.
اقرأ أيضاً: أسرار تعديل أعجوبة هندسية قهرت الرمال: بورشه 959 باريس داكار