غالبًا ما يتم الحفاظ على درجة حرارة المقصورة في الطائرات أكثر برودة مما يفضله الكثير من الركاب، وهناك سبب وجيه لذلك، وفقًا لطواقم الطيران. في حين قد يبدو الأمر غير مريح، فإن هذه الممارسة متجذرة في مخاوف تتعلق بالسلامة والتي تعد بالغة الأهمية لرفاهية الركاب أثناء الرحلة.
منع نقص الأكسجين
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الطيارين والطاقم يحافظون على درجة حرارة المقصورة أكثر برودة هو منع الركاب من التعرض لنقص الأكسجين، وهي حالة تحدث عندما يُحرم الجسم من إمدادات الأكسجين الكافية.
يمكن أن يسبب نقص الأكسجين بالدوخة والإغماء ومشاكل صحية خطيرة أخرى. من المرجح أن يحدث ذلك على ارتفاعات عالية، بخاصة عندما يتعامل الركاب بالفعل مع مستويات الأكسجين المنخفضة الموجودة في الرحلات الجوية التجارية.
يمكن أن تؤدي بيئات المقصورة الدافئة إلى تفاقم آثار نقص الأكسجين لأن الحرارة تجعل الجسم أكثر إجهادًا وأقل كفاءة في امتصاص الأكسجين. فمن خلال الحفاظ على برودة المقصورة، يساعد طاقم الطائرة في تقليل خطر نقص الأكسجين، مما يضمن راحة الركاب وأمانهم طوال الرحلة.
تقليل خطر الإغماء
تساعد درجات الحرارة المنخفضة أيضًا في تقليل احتمالية إغماء الركاب أثناء السفر. وفقًا لأعضاء طاقم الطائرة، فإن غالبًا ما يرتبط بمزيج من نقص الأكسجين الخفيف والجفاف، وكلاهما من المرجح أن يحدثا في مقصورة دافئة. فعندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يمكن أن ينخفض ضغط الدم، مما يؤدي إلى الدوار والإغماء.
من خلال الحفاظ على بيئة أكثر برودة، يكون الجسم أقل عرضة لارتفاع درجة الحرارة، مما يساعد في الحفاظ على استقرار ضغط دم الركاب وتقليل خطر الإغماء. في حين قد تشعر بالبرودة في البداية، إلا أن درجة الحرارة الباردة هي في الواقع إجراء وقائي لضمان بقاء كل شخص على متن الطائرة واعيًا ويتمتع بصحة جيدة.
الراحة والتعب
سبب آخر للمقصورة الباردة هو راحة الركاب على المدى الطويل. في حين قد يبدو الأمر غير بديهي، إلا أن درجات الحرارة الباردة يمكن أن تساعد في الواقع في منع التعب أثناء الرحلة. يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى شعور الركاب بالاختناق في المقصورة وإلى الشعور بالنعاس والجفاف وعدم الراحة بشكل عام. لكن ومن خلال الحفاظ على الهواء باردًا ومنعشًا، يساعد طاقم الطيران الركاب على البقاء في حالة تأهب وراحة، حتى في الرحلات الطويلة.
إضافة إلى ذلك، ومع الكثير من طبقات الملابس التي يرتديها الركاب أو يحضرونها على متن الطائرة، تضمن درجات الحرارة المنخفضة عدم ارتفاع درجة حرارة هؤلاء..
أنظمة الطائرات
تتأثر درجة حرارة مقصورة الطائرة أيضًا بأنظمة الطائرة والطريقة التي تدير بها ضغط المقصورة والتهوئة. تم تصميم أنظمة التبريد على متن الطائرة للعمل بكفاءة أكبر في درجات حرارة أقل، وهو سبب آخر يجعل المقصورة تبدو أكثر برودة مما هو متوقع. في حين أن الطائرات الحديثة لديها أنظمة تحكم مناخية محسنة، فإن الحفاظ على بيئة أكثر برودة غالبًا ما يكون الطريقة الأكثر كفاءة لضمان التهوئة المناسبة وجودة الهواء طوال الرحلة.
اقرأ أيضاً: لماذا تشبه طائرات اليوم تلك التي تم تصنيعها منذ أكثر من 50 عامًا