صحيح ان الطائرة تستطيع التحليق لوحدها من خلال الطيار الآلي إلا أن العامل البشري لا يمكن التخلي عنه، ولكن لماذا يجب أن يتواجد طياران في قمرة القيادة؟
إنقاذ الأرواح
بشكل عامل نحن نعهد بسلامتنا في السماء إلى الطيارين الذين تدربوا لسنوات ليكونوا قادرين على التحليق في أي حالة. من الناحية الفنية يمكن للطيار أن يقود طائرة بمفرده، ولكن وجود طيارين أمر ضروري.
يعتبر الطيار إنسان كغيره من البشر وهو معرض للمشكلات الصحية المفاجئة، لذلك فإن وجود طيار ثانٍ على متن الطائرة يمكن أن يشكل ينقذ الكثير من الأرواح إذ تعرض الطيار الأساسي لوعكة صحية.
على سبيل المثال، أصيب كابتن طيران الاتحاد مؤخرًا بوعكة صحية أثناء الطيران، وتفاقمت حالته بشكل تدريجي حتى أُعلن عن وفاته لدى وصوله إلى مطار قريب. تمكن الطيار الثاني المدرب تدريباً كاملاً، والمعروف على متن الطائرة بالضابط الأول، من تولي السيطرة الكاملة على الطائرة والهبوط في أقرب مطار. كان الركاب وأفراد الطاقم آمنين على متن الرحلة طوال الوقت، ولم يحدث أي ضرر سوى وفاة الطيار الرئيسي.
سيكون من غير اللطيف التكهن بما كان يمكن أن يحدث لو كان هناك طيار واحد على متن الطائرة. في حين أن القبطان أعلى رتبة وهو المسؤول في النهاية عن سلامة الرحلة، إلا أن كلا الطيارين مدربان على التعامل مع جميع حالات الطوارئ بشكل احترافي ومتساوٍ.
الطيار الثاني مدرب جيداً
إذا كان أحد الطيارين غير قادر على مواصلة مهامه لأي سبب من الأسباب، فإن الطيار الآخر مدرب تدريباً كاملاً لمواصلة الرحلة بأمان، حتى في المواقف الصعبة والمزدحمة مثل الإقلاع والهبوط.
على الرغم من أن الطائرات التجارية لديها أنظمة الطيار الآلي والتي يتم استخدامها بشكل كبير أثناء الطيران، إلا أن الهبوط والإقلاع لا يزالان من المهام اليدوية التي تحتاج إلى طيار. الهبوط التلقائي موجود بالفعل في الطائرة، وهو في الواقع تقنية مثيرة للإعجاب للغاية، ولكنه عادةً ما يستخدم فقط في ظروف الرؤية المنخفضة جدًا.
مراقبة صحة الطيارين
تتم مراقبة صحة الطيارين عن كثب في مركز طب الطيران. يقوم الأطباء في هذه المراكز بإجراء اختبارات الدم والكشف على حالة القلب والرئة، إضافة إلى اختبارات تتعلق بالصحة النفسية والبصر والسمع. يجب تكرار هذه الاختبارات كل عام، أو كل ستة أشهر للطيارين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. ولكن على الرغم من هذه الفحوصات الشاملة، قد تكون تصادف الطيار اعراض مفاجئة وغير متوقعة في بعض الأحيان.
إذا أصبح الطيار غير قادر على مواصلة الطيران أثناء التحليق، يمكن للمضيفات المساعدة في إخراجه من كرسيه، والقيام بالإسعافات الأولية. هذا ويتم إبلاغ مراقبة الحركة الجوية أيضًا بالأمر حتى تتمكن المساعدة الطبية من القيام بواجبها عند هبوط الطائرة. عام 2016، أصيب طيار في الخطوط الجوية العربية السعودية بنوبة قلبية أثناء الطيران، وسيطر الضابط الأول على الطائرة وهبطت بسلام، لكن الأطباء على الأرض لم يتمكنوا من إنعاش الطيار الأساسي.
اقرأ أيضاً: قصة صورة كارثة لومان: أسوأ حادث في تاريخ رياضة السيارات