في موضوع "قصة صورة" لهذه المرة، قد تكون الأحداث التي سنرويها مؤلمة جداً، فقصتنا تعود إلى كارثة سباق لومان المرعبة لعام 1955 والتي أودىت بحياة 82 شخصًا بطريقة دراماتيكية. حادث سيبقى دائمًا رمز أحلك يوم في رياضة السيارات، بالرغم من وقوع حوادث مؤلمة اخرى خلال الأعوام التي تلت.
أخطر حادث في رياضة السيارات
تبقى كارثة لومان لعام 1955 فصلاً أسوداً في سجلات رياضة السيارات. سباق لومان 24 ساعة، الذي أقيم في الفترة الممتدة من 11 إلى 12 يونيو 1955، على حلبة لا سارث في لومان، فرنسا، كان شاهد على حادث مروع أدى إلى مقتل 82 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، مما جعل منه أحد أخطر حوادث رياضة السيارات في التاريخ.
خلال السباق، حصلت المأساة عندما اصطدمت سيارة مرسيدس بنز 300 SLR التي يقودها بيير ليفيغ بسيارة لانس ماكلين من نوع أوستن هيلي 100. أدى الاصطدام إلى ارتفاع سيارة ليفيغ في الهواء واصطدامها بالجسر وتفككها عند الاصطدام. ومن المؤسف أن الحطام قد انتشر على الحشد، مما تسبب في دمار هائل وفي زهق الكثير من الأرواح.
السيارة باتت أشبه بقذائف نارية
تفاقمت خطورة الكارثة بسبب تصميم وبناء سيارة مرسيدس بنز، التي تضمنت مكونات من المغنيسيوم اشتعلت عند الاصطدام، مما أدى إلى خلق كرات نارية قاتلة. وسرعان ما انتشر الحريق في منطقة الجمهور، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح واصابة الكثير من الناس.
في أعقاب هذا الحدث المروع، أدت كارثة لومان عام 1955 إلى إعادة تقييم واسعة النطاق لتدابير السلامة داخل مجتمع رياضة السيارات. وأكدت هذه المأساة الحاجة الملحة لتحسين معايير السلامة، ليس فقط تلك التي تطال السائقين ولكن أيضًا سلامة المتفرجين.
أدت تداعيات الكارثة إلى تغييرات كبيرة في لوائح وممارسات السلامة داخل رياضة السيارات. شهدت حلبات السباق إصلاحًا كبيرًا فيما يتعلق بتدابير السلامة. تم إدخال الحواجز والمناطق العازلة وهياكل السلامة الأخرى لحماية المتفرجين من الحوادث المحتملة. خضع تصميم السيارة لعملية تحول، مع التركيز على تعزيز ميزات الأمان والسلامة الهيكلية لحماية السائقين في حالة حدوث تصادم.
السباق لم يتوقف
خلال التسابق كان السائقون على علم بحدوث شيء فظيع، لكنهم، وبموجب التعليمات، واصلوا القيادة في ليلة مظلمة للغاية. وبعد حوالي 22 ساعة من التسابق، حقق مايك هوثورن، السائق البريطاني اللامع، الفوز بسيارته جاكوار.
لم يتم تحديد عدد القتلى بالضبط، ولا يزال يقدر بما يتراوح بين 80 و120 شخصًا، من بينهم السائق ليفيغ الذي نراه في الصورة الرئيسية ممددا على الأرض، وكانت هذه الصورة الأكثر انتشارا حينها لأنها كانت الأكثر تعبيرا عن أسوأ كارثة في رياضة السيارات. لسنوات عدة، كان يُنظر إلى ليفيغ، السائق الفرنسي المخضرم، على أنه المسؤول عن المأساة، وليس الضحية.
تعتبر كارثة سباق لومان لعام 1955 بمثابة تذكير بالمخاطر الكامنة في رياضة السيارات وضرورة التطور المستمر لتدابير السلامة. ساعدت الخسائر المأساوية في الأرواح والتغييرات الناتجة في بروتوكولات السلامة في نقل رياضة السيارات إلى مجتمع أكثر أمانًا، بهدف الابتعاد قدر الامكان عن هذه الأحداث الكارثية.
اقرأ أيضاً: نيسان جي ت آر التي حطمت الأرقام القياسية من كل حدب وصوب: ما قصة جدها الأكبر؟