لنبدأ من الأكشن، تخيل نفسك في سيارة رياضية على الطريق العام في المانيا، او ما يعرف بالاوتوبان، حيث لا حدود للسرعة... ماذا تفعل؟ الجواب طبعاً هو اختبار السرعة المفتوحة، من دون النسيان ان السلامة اولاً.
على الاوتوبان كنا موجودين، وداخل بورشه كاريرا 911 أس الجديدة (الجيل الثامن 992)، وكان التحدي هو تخطي السرعة القصوى لهذه السيارة التي تصل الى 308 كلم/س، فهل نجحنا؟ وهل كانت بورشه 911 الجديدة ثابتة بما فيه الكفاية وقادرة على الوصول الى تلك السرعة؟
قسّمنا رحلتنا مع بورشه على متن 911 كاريرا أس الجديدة على ثلاث مراحل لاسكتشاف هذه السيارة التي اعلنت بورشه انها فاقت كل التوقعات.
في اليوم الاول، تعرفنا على التغييرات الخارجية، وهنا رأينا اعتماد بورشه على مزيج كلاسيكي-حديث، فترى خطين على طول غطاء الصندوق الامامي يذكران بسيارات بورشه من السبعينيات، اما المصابيح الامامية، فتتمتع بتقنية LED لمظهر يفرض هيبته على الطريق؛ من الناحية الجانبية، تحافظ 911 الجديدة على جوهر سيارات 911 السابقة التي تميزت بسقفها المنحني من الناحية الخلفية. الجديد هو اعتماد بورشه على شريط يصل المصباحين الخلفيين ببعضهما، وهو تفصيل تصميمي كنا نراه سابقاً فقط على نسخ كاريرا 4 وكاريرا 4S رباعية الدفع، وليس نسخ كاريرا وكاريرا S خلفية الدفع.
هذا، ولا يمكن عدم ذكر تغييرات السيارة في المقصورة الداخلية، ولكي لا نطيل عليكم بالكلام، فها هي باختصار: كونسول وسطي جديد بالكامل مع قبضة قير رائعة التصميم، والأهم وجود مجموعة من الازرار الشبيهة بسيارات السباق. ولمطابقة روحية التصميم الخارجي الكلاسيكي والحديث مع التصميم الداخلي، نرى 5 دوائر امام السائق وهي عبارة عن 4 شاشات تعطيك المعلومات اللازمة عند القيادة ويتوسطه عداد تناظري للسرعة ليعيدك الى زمن سيارات السرعة الايقونية من بورشه.
مفتاح التشغيل في سيارات بورشه موجود على يسار المقود، عكس كل السيارات الأُخرى، ومن هذا المفتاح تنطلق الاثارة ويزئر محرك 3.0 ليتر مزدوج التيربو سداسي الاسطوانات والمسطح، والغريب في الموضوع انه نفس محرك سابقتها (جيل 991.2)، انما بورشه اثبتت انها قادرة على التفوق على نفسها عبر محرك اقوى بـ 30 حصان واسرع بـ 0.6 ثوان عند التسارع 0 الى 100 كلم/س. اما التحدي، فكان بالسرعة القصوى التي تصل الى 308 كلم/س، الا اننا استطعنا الوصول الى 310 كلم/س على الاوتوبان، لتتخطى السيارة كل التوقعات. هذا ويمكننا القول بأن السيارة ثابتة جداً على المنعطفات، وحتى على السرعات العالية، فبالكاد تشعر بارتجاجات الطريق.
وصلنا من شتوتغارت الى حلبة لايبتزغ، حيث بدأت المرحلة الثانية. لمن لا يعرف، فان احد مصانع بورشه وحلابتها موجودة في مدينة لايبتزغ. بالعودة الى الادرينالين... اختبرنا عدة تمارين على مختلف انواع الحلبات لتجربة قدرات هذه السيارة في عدة ظروف، وهنا يمكنني الجزم والتأكيد على تفوق بورشه 992 على سابقتها (991.2) بعد ان كنت اعتقد بأن ذلك مستحيل. تسنى لنا ايضاً تجربة نمط قيادة جديد من بورشه، وهو نمط قيادة الطرقات الرطبة (Wet Mode) الذي نجحت من خلاله بورشه 992 بإبقائنا على المسار بالرغم من وجود المياه عليه.
بعد تجارب الحلبة، انطلقنا من جديد على الاوتوبان متوجهين الى المرحلة الثالثة والاخيرة من مغامرتنا مع بورشه وهي متحف بورشه في شتوتغارت للنهي رحلتنا في الجيل الاول من اسطورة 911 وحتى قبل ذلك مع ايقونة 901 النموذجية من عام 1963 وقصة خلافها مع بيجو... ولكن تلك قصة ليوم آخر.