هوراشيو باجاني صاحب العلامة الرائدة في صناعة السيارات الخارقة باجاني ومصمم السيارات الذي أعاد مزج اللمسات الفنية مع الأداء العالي، هذه قصّة الفتى الذي أوصله شغفه في عالم السيارات إلى القمّة.
جذور هوراشيو باجاني
ولد باجاني في العاشر من تشرين الثاني من نوفمبر 1955 في مزرعة في مدينة كاسيلدا، الأرجنتين.
كانت والدته ماريا باجاني فنانة، وكان والده لوكا باجاني خبازاً. منذ صغره انجذب باجاني للسيارات واعتاد أن يصنع رسومات ونماذج من خشب البلسا وجميع المواد التي يمكن أن يجدها الطفل ويستخدمها، عندما كان أصدقاؤه يلعبون كرة القدم، كان بالداخل يرسم سيارات أحلامه.
في سن الثامنة عشر، بدأ هوراشيو دورة التصميم الصناعي مع وظيفة في متجر محلي وبدأ في اكتساب المعرفة. وفي سن العشرين بدأ مشروعه الخاص بسيارة السباق فورمولا 2 المسمى "Limitada SantafeSina"، وهي سيارة ذات محرك خلفي ذات مقعد واحد مع تشطيب مصنوع يدويًا من الألياف الزجاجية ومحرك رينو مثبت فيها.
بدأ هوراشيو بالعمل مع قسم السباقات في رينو، حيث التقى بطل العالم خمس مرات خوان مانويل فانجيو، وهنا تغيّر كل شيء.
بداية الرحلة نحو القمّة
رأى فانجيو موهبة مخبأة في هوراشيو وتقدم لمساعدته بإرسال خمسة خطابات توصية لشركات السيارات الكبرى. حصل باجاني أخيراً على فرصة للعمل مع لامبورجيني، في البداية تم تعيينه كمتدرب. ومع ذلك، لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تمت ترقيته، معتمداً على مهاراته.
ثم بدأ العمل على مفهوم ألياف الكربون في عام 1987 في سيارة كونتاش ايفولوزيوني، والذي كان عبارة عن هيكل سيارة ثوري لمادة خفيفة الوزن وقوية. حاول باجاني إقناع لامبورجيني بشراء الأوتوكلاف وهو جهاز تصنيع ألياف الكربون، لتوسيع إنتاج مادة ألياف الكربون للكونتاش.
لكن لامبورجيني لم تضع الأموال في الأوتوكلاف، قائلة إن فيراري لم يكن لديها الجهاز. في وقت لاحق، اشترى باجاني واحدة لاستخدامه الخاص، ووضع كل شيء على المحك.
الخطوات الأولى
في عام 1991، غادر لامبورجيني ووجد طريقه إلى مودينا ديزاين، حيث استمر في تصنيع مركبات من ألياف الكربون لسيارات فورمولا 1 لعملاء مثل فيراري وأبريليا ودايملر.
وفي عام 1992، بدأ في بناء سيارة أحلامه بمعرفته الواسعة بألياف الكربون واستخدامها قدر الإمكان في أول مشروع له على الإطلاق: باجاني زوندا.
ومع ذلك، مرة أخرى، كان على هوراشيو أن يجد المحرك المناسب للسيارة. قدم فانجيو هوراشيو للمهندس الرئيسي في مرسيدس بنز، ديتر زيتشه، الذي ساعد باجاني بمحرك قوي V12 لإكمال تحفته.
أراد هوراشيو تسمية السيارة باسم فانجيو. لسوء الحظ، توفي خوان مانويل فانجيو قبل الانتهاء من السيارة، لذلك قرر باجاني تسميتها زوندا، التي سميت على اسم الرياح التي تهب فوق جبال الأنديز.
باجاني وأعماله الفنية
في عام 1999، ظهرت باجاني زوندا C12 لأول مرة في معرض جينيف للسيارات، مما أثار إعجاب الجميع، وكانت باجاني زوندا C12 أول سيارة طريق معتمدة بمظهر كربوني كامل وإطار من التيتانيوم الكربوني منذ سنوات لامبورجيني.
الهيكل المصنوع من ألياف الكربون يضمن الأمان، إضافة إلى أن محرك مرسيدس V12 الذي ينتج 450 حصانًا يجعل السيارة تتسارع من صفر إلى 100 كلم في أقل من أربع ثوانٍ.
في عام 2011، أذهلت باجاني هوايرا التي طال انتظارها مصنعي السيارات وعشاق السيارات بميزة الديناميكا الهوائية النشطة التي لا تصدق، وسميت السيارة باسم هوايرا تاتا، إله الريح في ثقافة الإنكا.
ميكانيكيًا، كانت هوايرا مزودة بنفس المحرك المستخدم في زوندا، صنع باجاني 100 نسخة فقط منها بسعر 1.4 مليون دولار.
لم يكن المال أبدًا وسيلة السعادة لباجاني، فقد كان يعتقد أن عملية تصميم وتطوير مثل هذه السيارات الجميلة هي التي تجلب السعادة الحقيقية، قاده حبه للعلم والفن على حد سواء إلى طريق صنع المعجزات ونحت سيارات مثل زوندا وهوايرا. سياراته هي دليل حي للحالمين على أن الأحلام تصبح حقيقة إذا عملت بجد بما فيه الكفاية.
إقرأ ايضاً: باجاني تطلق نسخة محدودة الاصدار بقوة 850 حصانا من Huayra R