يعتقد الكثير من الناس أن قيادة سيارة في بطولة العالم للفورمولا 1 يحتم على السائق أن يكون قصر القامة بهدف الفوز بالسباقات أو البطولات، ومع ذلك، في حين أن الوزن مقيد، فإن الطول ليس كذلك.
شومي وهاميلتون
فاز كل من مايكل شوماخر ولويس هاميلتون بسبع بطولات للعالم في بطولة الفورمولا 1، كما ولا يعتبران من أقصر سائقي البطولة، هذا ويعد الألماني مايكل شوماخر أفضل سائق في بطولة العالم على الإطلاق، والذي سيطر على هذه الرياضة من عام 1992 حتى عام 2012. منجهته، سيطر لويس هاميلتون في فترة على هذه الرياضة وهو ليس أقصر سائق فورمولا ون.
إضافة إلى ما ذكرنا، يساعد الطول أحياناً على التفوق في سباقات الفورمولا، إذ تم تصميم سيارات هذه البطولة لتكون خفيفة الوزن مع ديناميكية هوائية ممتازة، تتناسب مع مراكز جاذبية منخفضة. يمتلك السائق الأقصر بشكل طبيعي مركز ثقل منخفض، مما يمكن أن يعزز الثبات والتعامل مع السيارة بشكل أفضل.
علاوة على ذلك، يمثل الحجم الصغير لمقصورات قيادة سيارات الفورمولا تحديًا للسائقين الأطول. قمرة القيادة هي مساحة مغلقة بإحكام تتسع للسائق وعجلة القيادة والدواسات والكثير من أدوات التحكم. قد يجد السائق الأقصر أنه من الأسهل أن يتلاءم بشكل مريح مع هذه القمرة، مما يسمح ببيئة عمل أفضل وتحكم مثالي في السيارة.
الموهبة ضرورية
ومع ذلك، من الضروري ملاحظة أنه على الرغم من أن السائقين الأقصر قد يتمتعون بهذه الفوائد المتأصلة، فإن هذا لا يعني أن السائقين الأطول لا يمكنهم التنافس على أعلى مستوى من سباقات الفورمولا. تعد الموهبة والمهارة والقدرة على التكيف من العوامل الحاسمة التي تتجاوز اعتبارات الطول.
طوال تاريخ الفورمولا 1، كان هناك سائقون ناجحون بارتفاعات متفاوتة، مما يدل على أن الطول وحده لا يمكن أن يؤدي إلى التميز في هذه الرياضة.
على سبيل المثال، سيباستيان فيتيل، بطل العالم أربع مرات في الفورمولا 1 يصل طوله إلى 175 سم وهو يعتبر متوسط الطول. على الرغم من أنه ليس قصيرًا بشكل استثنائي، فقد أظهر فيتيل مهارة رائعة وحقق نجاحًا كبيرًا. وبالمثل، السائقون الأطول مثل نيكو هولكنبرغ والذي يصل طوله إلى 183 سم قد اظهروا قدرات مميزة ومستوى عاليا خلال القيادة.
الفرق تهتم بالسائقين
هذا وسمحت التطورات في تصميم السيارات والتكنولوجيا بمزيد من القدرة على التكيف داخل قمرة القيادة. يمكن للفرق إجراء تعديلات لاستيعاب السائقين. قد تشمل هذه التعديلات ترتيب مكان الدواسة، أو حتى تغييرات في تصميم عجلة القيادة.
في النهاية، في حين أن السائقين الأقصر قد يمتلكون مزايا من حيث الفيزياء وبيئة العمل في قمرة القيادة، فإن موهبتهم ومهاراتهم ولياقتهم البدنية هي التي تحدد نجاحهم في سباقات الفورمولا.
الطول وحده لا يحدد قدرات السائق على تحقيق الانتصارات، إذ إن السعي لتحقيق النصر في حلبات سباقات الفورمولا هو مسعى متعدد الأوجه ويشمل الكثير من العوامل. إن المهارة والقدرة أهم بكثير من الطول وحده كما أن تصميم سيارة ناجحة هو الأمر الأساسي في جعل السائق يسيطر على مجريات هذه البطولة.
اقرأ أيضاً: باترول يواجه ددسن 510 في سباق دراق.. لمن ستكون الغلبة في النهاية؟