شُيدت هذه السيارة الصغيرة التي سوف نتطرق إليها والتي تتوفر بمقعدين في فرنسا خلال فترة الستينيات، وهي باتت منسية اليوم. لكن وعلى الرغم من أنها كانت بعيدة كل البعد عن القوة، إلا أن سيارة دجيت Djet تستحق أن نتذكرها بسبب تصميمها البسيط والمبتكر ولأنها كانت أول سيارة في العالم تأتي بمحرك وسطي.
انضمت إلى سيارات اخرى
كان وضع المحرك في منتصف الهيكل، خلف قمرة القيادة، فكرة ثورية أدت إلى تحسين توزيع الوزن بشكل كبير وجعل السيارات الرياضية أكثر إثارة للقيادة. لكن وخلافًا للاعتقاد الشائع، لم تنشأ هذه الفكرة في منتصف القرن العشرين، ولكنها تعود إلى العام 1900. هذا ويرجع الكثير من مؤرخي السيارات إلى أن سيارة السباق NW Rennzweier هي أول سيارة بمحرك وسطي، كما أنه وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي ظهرت هذه الفكرة في الكثير من السيارات الأخرى مثل سيارة بورشه 550.
في حين أن بورشه 550 ومركبات أخرى مماثلة من خمسينيات القرن الماضي كانت عبارة عن سيارات سباق أصيلة، فهذا يعني أنها ليست أول سيارة طريق وسطية المحرك في العالم. بدلاً من ذلك، يذهب هذا الشرف إلى سيارة صغيرة ذات مقعدين من فرنسا غير معروفة فعليًا اليوم وهي Djet.
ظهور السيارة
إن الشخص الذي اخترع سيارة Djet اسمه رينيه بونيت وقد كان شغوفًا بالسيارات منذ سن مبكرة وقد عمل في شركة فرنسية تدعى Rosengart. وفي عام 1932، اشترى بونيه شركة تصنيع سيارات صغيرة تسمى "لا ميزون دويتش" وأقام صداقة وثيقة مع تشارلز دويتش. بعد خمس سنوات، أسس كل من بونيت ودويتش شركة Deutsch-Bonnet (DB)، بالقرب من باريس، وبدآ في بناء بعض سيارات السباق الأكثر إثارة في فرنسا، بالإضافة إلى سيارات طرقات حصرية.
انتهت الشراكة بين هذين الشخصين في عام 1961، عندما ترك دويتش الشركة، لذلك أعاد بونيت تسمية الشركة تحت اسم رينيه بونيت. على الرغم من أن تطوير سيارات السباق استمر في أن يكون محور تركيز الشركة الأساسي، أدرك بونيت أن هناك أموالاً يمكن جنيها من بيع سيارات الطرق. كان الحل الذي تصوره بونيت هو عبارة عن سيارة خفيفة الوزن ذات مقعدين من شأنها أن تجلب قدرًا غير مسبوق من تكنولوجيا عالم السباقات إلى عالم السيارات المخصصة للطرقات، وبخاصة مع المحرك المتوسط.
المزايا التي تمتعت بها
تم تصميم السيارة الجديدة التي أطلق عليها اسم "دجيت" Djet من قبل جاك هوبير في العام 1960، كما وكانت السيارة متقدمة جدًا في وقتها، حيث استخدم تنظام تعليق متطور بالإضافة إلى مكابح قرصية في الاطارات الاربعة. ومع ذلك، كانت الميزة الأكثر إثارة هي وضع محركها في المنتصف، وقد اعتبرت دجيت أول سيارة طريق ذات محرك وسطي.
جاء المحرك مؤلفًا من أربع أسطوانات سعة 1.1 لتر من رينو، وقد كان متوفرًا في البداية بقوتين إما 71 أو 79 حصانًا، وبعزم دوران بقدرة 84 نيوتن متر ومع ميزة الدفع الخلفي. هذا المحرك مكّن السيارة من تحقيق سرعة قصوى تصل إلى 177 كلم/ الساعة بفضل وزنها الذي يصل إلى 610 كيلوغرام فقط، وقد أمكن تحقيق ذلك بفضل ألواح الهيكل المصنوعة من الألياف الزجاجية، والتي لم تكن خفيفة الوزن فحسب، بل لأنها تميزت أيضًا بكفاءتها الديناميكية الهوائية.
النسخ الأخرى
في عام 1963، تلقى دجيت نسخة أفضل من محرك رينو لترتفع القوة إلى 85 حصانًا كما وباتت السيارة أسرع بـ 5 كيلومترات في الساعة. وبحلول منتصف عام 1964، تمكنت الشركة فقط من بيع حوالي 180 نسخة للطرقات وكانت خزينة الشركة فارغة تقريبًا. وفي مواجهة الإفلاس، اضطر المؤسس إلى بيع علامته التجارية إلى التكتل الصناعي الفرنسي ماترا والتي أعادت تصميم Djet بحيث أصبحت أطول وأوسع قليلاً. هذا وتوقف إنتاج السيارة من ديسمبر 1964 إلى أبريل 1965 بهدف تجديد السيارة.
بالنسبة لعام 1965، كانت دجيت متاحة في شكلين، النسخة الأولى بقدرة 69 حصان والنسخة الثانية بقدرة 94 حصان، وقد تم بيع السيارة باسم Djet 5 و Djet 5 Sport، وبعد مرور عام، تم استبدال Djet 5 S بنسخة محسّنة سميت بـ Jet 6. تم بناء أول سيارة ذات محرك وسطي في العالم حتى نهاية عام 1967، ولكن تم بيع الكثير من طرازات Jet 6 طوال عام 1968.
اقرأ أيضاً: نم قرير العين: تويوتا فيلوز 2023 وخمس ميزات أعجبتنا فيها