لويدجي كولاني.. المصمم المبدع الذي تجاوز حدود المعقول

لويدجي كولاني، اسم لمع نجمه في الكثير من المجالات أبرزها السيارات، وقد تجاوز حدود التصميم الصناعي التقليدي. كان لويدجي كولاني مصممًا غير عادي، وهو ألماني من أصل سويسري، ولد في برلين عام 1928 وتوفي في 16 سبتمبر 2019 في كارلسروه. امتدت مسيرت كولاني لأكثر من ستة عقود، تاركًا بصمة لا تُمحى على كل ما لمسه، من السيارات والأثاث إلى الكاميرات والطائرات.

أسلوب مميز في التصميم

بدأ اهتمام كولاني بالتصميم في سن مبكرة، وقد تميز أسلوبه بمنحنيات ناعمة ورفض للأشكال الهندسية الصلبة، كما وآمن بالتصميم المستقبلي، والمستوحى من الطبيعة والشكل البشري. إضافة إلى ما ذكرنا، آمن كولاني إيمانًا راسخًا بالجمع بين الوظائف والأناقة، لذلك تتميز سياراته، على سبيل المثال، بأشكال انسيابية ديناميكيًا وقد جاءت مصنوعة بمواد مبتكرة، حتى أنه دمج الاعتبارات البيئة، مما يضمن أن إبداعاته لم تكن مجرد لافتة للنظر ولكن أيضًا مريحة وسهلة الاستخدام.

عمل كولاني مع شركات عدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك فيات، ألفا روميو، لانسيا، بي إم دبليو، وكانون. وجدت تصاميمه تقديرًا ليس فقط في عالم السيارات والسلع الاستهلاكية، ولكن أيضًا في مجال الأثاث والعمارة.

من الطائرات إلى السيارات إلى أدوات المنزل

بعد التحاقه بأكاديمية الفنون الجميلة في برلين، التحق كولاني عام 1948 بجامعة السوربون في باريس لدراسة الديناميكية الهوائية، وفي عام 1953 انتقل إلى كاليفورنيا وتحديداً إلى شركة دوغلاس للطائرات حيث كان رئيسًا لمجموعة مشروع المواد الجديدة في الشركة.

انتقل بعدها كولاني إلى تصميم السيارات، ففي عام 1954، حصل على جائزة الوردة الذهبية الدولية للإبداع والتصميم، في جنيف، سويسرا، عن هيكل السيارة الخاص لشركة فيات والذي سيكون منشئ للعديد من تصميمات شركة فيات في السنوات القادمة. كان كولاني مبتكرًا دائمًا، وبحلول عام 1958 كان مهتمًا أيضًا بالسفن الشراعية.

بالعودة إلى السيارات، قدم عام 1963 أول سيارة رياضية بلاستيكية أحادية الهيكل في العالم، استنادًا إلى سيارة BMW 700، وفي عام 1960 قدم أول سيارة متعددة الأغراض في العالم وهي Colani GT، والتي بيعت منها 1700 نسخة.

في فترة الستينيات، توسع نطاق تصميم كولاني أيضًا ليشمل الأدوات المنزلية والأثاث. ففي العام 1965 حقق نجاحًا عالميًا من خلال تصميمات الأثاث لشركة Asko، وFritz-Hansen وغيرها من الشركات العالمية، كما قام أيضًا بإعادة تصميم تصميم سيارة أبارث ألفا روميو، استنادًا إلى سيارتي أبارث 1000 جي تي الكوبيه المحطمتين في أوائل الستينيات. وفي عام 1968، قام بتطوير مجموعة أدوات مائدة بلاستيكية مكونة من قطعتين لصالح الخطوط الجوية التايلاندية.

ينشئ استوديو تصميم

في العام 1970 أنشئ استوديو مع فريق تصميم كبير في قلعة هاركوتن بالقرب من ساسينبيرج، ألمانيا. حقق الاستوديو نجاحًا هائلاً، حيث شارك في أعمال ومعارض في جميع أنحاء العالم للكثير من الشركات الكبرى. وفي الوقت نفسه، واصل ابتكاراته في تصميم السيارات، بما في ذلك تصميمه لسيارة آيفلاند للفورمولا 1 لعام 1972. هذا وشهدت هذه الفترة قيامه بأول غزواته في السوق اليابانية، عندما حصل على عقود من الشركات هناك. وفي عام 1973، قام بأول رحلة دراسية له إلى الشرق الأقصى، حيث أدرك المشترون اليابانيون إمكانات كولاني.

لم تكن كل تصاميمه ناجحة. على سبيل المثال، ابتكر تصميمًا غير ناجح لقارب تجديف أولمبي. في هذا الوقت تقريبًا، وفي أوائل السبعينيات، طور أول تصميم مبسط للشاحنة، والذي قال عنه: "كان بمثابة استجابة مباشرة لأزمة النفط العالمية ولكن لم يلاحظ أحد تصميمي. ولم يفهموا الرسالة."

تمت إعادة النظر في مهنة كولاني الأولى كمصمم طيران في عام 1976 عندما تم تكليفه بمهمة تصميم RFB Fanliner، وهي أول طائرة رياضية بلاستيكية مزودة بمحرك وانكل. في وقت لاحق، وفي عام 1985، كشف النقاب عن الطائرة ذات الدفع المروحي من نوع بونتريسينا، والتي تحتوي على مروحتين، وكانت الطائرة بمثابة دراسة تصميمية وليست صالحة للطيران.

رقم قياسي عالمي

بحلول عام 1978، بدأت دراساته الثورية حول الشاحنات والطائرات والسيارات والسفن تظهر بشكل متكرر في المعارض في جميع أنحاء العالم. وفي عام 1981، سجل رقمًا قياسيًا عالميًا في الاقتصاد في استهلاك الوقود مع سيارة Colani 2CV ذات الأربعة مقاعد (استنادًا إلى السيارة الفرنسية سيتروين) والتي استهلكت 1.7 لترًا فقط من البنزين لقطع مسافة 100 كيلومتر.

شهد عام 1982 انتقال كولاني إلى اليابان. وفي عام 1986، حصل على جائزة الكاميرا الذهبية لكاميرا Canon T90. أما في عام 1986، فقد سجلت إحدى دراجاته النارية رقماً قياسياً عالمياً في إيطاليا. وفي ذلك العام أيضاً، أسس شركة Colani Design Bern في سويسرا.

في عام 1988 تم تعيينه أيضًا أستاذاً في جامعة الفنون في بريمن، حيث كان يستعد في الوقت نفسه على نطاق واسع لتسجيل أرقام قياسية جديدة في السرعة على الأرض والمياه والهواء والاقتصاد في ولاية يوتا. وفي عام 1989 قام بتأسيس شركة Colani Trading AG في زيوريخ، سويسرا. هذا وجلبت التسعينيات والألفية الجديدة المزيد من المعارض والمزيد من التصاميم لكولاني.

لائحة بأفضل سيارات لويدجي كولاني

• سيارة سيمكا (1953)
• سيارة فيات 1100 تي في (1954)
• سيارة أبارث ألفا روميو 1300 بيرلينيتا (1957)
• سيارة كولاني جي تي (1960)
• سيارة لانسيا أوريليا (1962)
• سيارة بي ام دبليو 700 (1963)
• سيارة بيزاريني جي تي 5300 (1969)
• سيارة جليدينج لامبورجيني (1970)
• سيارة فيراري 356 جي تي بي 4 دايتونا (1974)
• سيارة إيغلون (1976)
• سيارة فورد جي تي 80 (1977)
• شاحنة كولاني 2001 (1978)
• بي ام دبليو أم 2 (1981)
• كورفيت كاريزما (1988)
• لوتيك فيراري تيستا دورو (1993)

اقرأ أيضاً: جيورجيتو جيوجيارو.. أحد أعظم مصممي السيارات وليس أي سيارات