بالرغم من أننا اليوم بالتأكيد نحب قيادة سيارة شيفروليه كورفيت الرائعة، إلا أن شركة شيفروليه وتحديداً في فترة الستينيات من القرن الماضي، قدمت سيارة حملت اسم كورفير اعتبرت أسوأ سيارة على الاطلاق.
مخاطر لا تحمد عقباها
دخلت شيفروليه كورفير التاريخ كواحدة من أخطر سيارات جنرال موتورز على الإطلاق، هي التي أنتجت من العام 1959 إلى العام 1969، بحيث نالت سمعة سيئة لذلك قد يخبرك كل من عاصر تلك الفترة أنه كان من الضروري أن يُصار إلى الابتعاد عن هذه السيارة الأمريكية وعدم قيادتها على الطرقات.
أكبر مشكلة في شيفروليه كورفير كانت في نظام تعليقها، مما جعل السائقين يفقدون السيطرة على السيارة، كما وكانت مفصلات غطاء المحرك ضعيفة للغاية بحيث يمكن أن تنفصل أثناء وقوع حادث مروري فيتحول هذا الغطاء إلى مقذوف خطير. إضافة إلى ما ذكرنا، كان نظام التدفئة في السيارة خطيرًا أيضاً بحيث كان يضخ ثاني أكسيد الكربون في المقصورة.
ما به المحرك أيضاً!
على الرغم من مخاوف السلامة هذه، لا تزال شيفروليه كورفير من السيارات التي قد تبحث عنها شريحة معينة من الناس لأدائها الممتع، كما ويعد تصميمها الفريد وقدرتها على الانجراف سمات جذابة لعشاق السيارات اليوم. يقول البعض أن كورفير ضحية لسمعتها، وفي الواقع، لم تكن أكثر خطورة من المركبات الأخرى خلال ذلك الوقت.
إذاً يكمن "خطر" الجيل الأول من كورفير في نظام التعليق، وهو نظام تعليق ذو محور متأرجح، بسيط التصميم وتكلفته منخفضة، الأمر الذي يمكن أن يجعل السائق يفقد السيطرة خلال القيادة. هذا وتسبب المحرك المثبت في الخلف في خلل في الوزن. هذا ويقول معظم خبراء السيارات أن شيفروليه كورفير يمكن أن تكون مركبة آمنة مع نظام التعليق هذا ولكن فقط إذا كنت تعرف كيفية قيادتها.
هل تسبب رالف نادر بتدمير سيارة كورفير؟
ألقى عالم السيارات باللوم على رالف نادر، الأميركي من أصل لبناني، في زوال شيفروليه كورفير. ادعى نادر في كتاب، وهو ناشط سياسي، أن مصنعي السيارات كانوا يتجنبون معايير السلامة بسبب التكلفة في تلك الفترة، كما وادعى أن سائق كورفير العادي لن يكون قادرًا على تجنب وقوع حادث كارثي خلال قيادة السيارة يومياً. طُبع كتاب نادر في عام 1965، بعد خمس سنوات من ظهور أول كورفير في الشوارع. لقد كان شائعًا لدرجة أن الكثير من الناس يعتقدون أنه لعب دورًا كبيرًا في إنهاء إنتاج السيارة.
هذا وذكر تقرير إدارة سلامة النقل الوطنية لعام 1972 أنه، على عكس مزاعم نادر، لم يكن لدى كورفير عيب في الأمان ولم يكن من المرجح أن تتدحرج أكثر من المركبات الأخرى. بالمناسبة، استخدمت فولكس واجن بيتل وبورشه 356 نظام تعليق مشابهًا لذلك المستخدم في كورفير، لكنهما لم تنلا أي سمعة سيئة.
لا يزال الجدل المتعلق بالسلامة المحيط بالطائرة كورفير محل خلاف، ولكن من الصحيح أن جنرال موتورز قامت بتعديل كورفير لتكون أكثر أمانًا في جيلها الثاني. على أي حال، تعتبر السيارة الآن واحدة من أسوأ السيارات في الستينيات بسبب افتقارها إلى معايير السلامة.