نرى في الصورة اعلاه مجموعة من الناس يشاهدون فيلمًا مجهول الهوية من داخل سياراتهم في مسرح السينما "وايتستون بريدج درايف إن"، في نيويورك في 20 يونيو من العام 1951.
مشاهدة السينما بالسيارة مزيج من الترفيه والراحة
في العشرين من يونيو 1951، تجمع رواد السينما في مسرح وايتستون بريدج درايف إن في برونكس، نيويورك، للاستمتاع بفيلم من سياراتهم. تمثل هذه اللقطة ذروة عصر مسارح السيارات، وهي الفترة التي كانت فيها دور السينما الخارجية جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية الأمريكية، حيث قدمت تجربة مشاهدة أفلام فريدة تلبي ثقافة السيارات المتنامية في منتصف القرن العشرين.
كان مسرح وايتستون بريدج درايف إن، أحد أكثر مسارح السيارات شهرة في مدينة نيويورك. في هذا الوقت، كان مفهوم مشاهدة الأفلام من المركبة لا يزال جديدًا نسبيًا، ولكنه اعتبر جذاب للغاية. قدم مشاهدة السينما بالسيارة مزيجًا من الترفيه والراحة، مما يسمح للناس بالجمع بين حبهم للأفلام وراحة مساحتهم الخاصة. بالنسبة للعائلات، كان هذا الأمر خيارًا مهماً بشكل خاص، إذ يمكن للوالدين إحضار أطفالهم ومن دون الحاجة إلى القلق بشأن آداب المسرح الداخلي الصارمة.
تجربة السينما باتت ساحرة
في تلك الليلة الصيفية في يونيو 1951، كانت السيارات تصطف في صفوف أنيقة تواجه شاشة خارجية كبيرة، وكانت مصابيحها الأمامية خافتة مع حلول الظلام فوق برونكس. هذا وكان الحاضرون يستخدمون مكبرات صوت معدنية صغيرة متصلة بأعمدة، يضعونها داخل سياراتهم لسماع صوت الفيلم. كانت هذه التكنولوجيا، على الرغم من بساطتها، فعالة وأضافت إلى سحر تجربة السينما.
وفي شهر يونيو في نيويورك يعتبر الطقس دافئ وهذا شجع العائلات ومجموعات الأصدقاء على فتح نوافذهم والاستمتاع بالنسيم البارد أثناء مشاهدة الشاشة الكبيرة وهي تضيء بأحدث إصدارات في هوليوود. وعلى الرغم من أن المشاهدين بقيوا داخل سياراتهم الخاصة، إلا أنهم كانوا جزءًا من تجربة جماعية أكبر، فهم يتشاركون الضحك والإثارة والتشويق.
في السيارات وعلى الاحصنة
بحلول عام 1951، ازدهرت دور السينما في الهواء الطلق في جميع أنحاء البلاد، مع وجود الآلاف منها قيد التشغيل. ولم يكن مسرح وايتستون بريدج درايف إن استثناءً. ومع ذلك، فإن صعود دور السينما المتعددة الطوابق والتقدم في أنظمة الترفيه المنزلي من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى تراجع دور السينما في الهواء الطلق، ولكن في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، مثلت ذروة الإبداع السينمائي والأهمية الثقافية. هذا وسبقت فترة الخمسينات أيضاً تجمع لعشاق السينما وهو يتواجدون أيضاً على الأحصنة وليس داخل سياراتهم.
اليوم، تستحضر ذكريات الأشخاص الذين يشاهدون الأفلام في أماكن مثل مسرح وايتستون بريدج درايف إن الحنين إلى وقت أبسط عندما كانت دور السينما في الهواء الطلق ومن دون ضوابط صارمة. هذا وتظل هذه التجربة الفريدة للاستمتاع بالأفلام من مقصورة السيارة أو على الأحصنة جزءًا مبدعًا من التاريخ الأمريكي، لاسيما وأنها ترمز إلى الروح الخالية من الهموم في حقبة ما بعد الحرب والعصر الذهبي للسينما.
اقرأ أيضاً: قصة صورة ديفندر الذي شقّ الأنهر والرمال في رحلة تاريخية غير عادية