رغم عشقنا الكبير في الدول العربية لعالم المحركات والسيارات، ونحن الذين نملك تاريخًا مع السيارات، كما شرحنا سابقاً عن وسوم الإبل ولوحات السيارات بالسعودية قبل 100 عام، إلا اننا في الواقع متأخرون قليلاً في مجال الإبتكار وإنتاج السيارات، وهذه مشكلة تسعى بعض الدول إلى حلها والتطور في مجال التكنولوجيا بغية الدخول في مجال هذه الصناعة العالمية. في السابق، عُرفت مصر بمراحل كثيرة في انها كانت من الدول العربية الأبرز في مجال الصناعة، ولكن ما لا تعرفه هو ان هناك سيارة نادرة جداً ساهم رئيس مصري في صنعها، فما قصة الصورة الشهيرة عن هذا الموضوع وتفاصيله؟!
مرحلة أواخر الخمسينات
في عام 1959، كانت العلاقة بين بريطانيا ومصر تتحسن، وتم حل القضايا الرئيسية التي كانت عالقة بين البلدين، وعادت سيطرة الصناعة إلى المصريين وعاد نفوذها الصناعي ليبصر النور من جديد.
في تلك الفترة، كانت هناك طموحات لإنشاء صناعة سيارات مصرية محلية بدلاً من الاعتماد على السيارات المستوردة، وظهرت تلك الطموحات بشكل قوي وكانت مصر تعمل على هذا المجال بجهد وإتقان.
مرحلة المشاركة في التصنيع
بسبب مشاركته السابقة مع شركة القاهرة للسيارات، تم الاتصال بريموند فلاور لمعرفة ما إذا كان يمكن تصنيع سيارات تسمة "فريسكي" في مصر وقيل له إن جمال عبد الناصر يرغب في فحص السيارة.
تم أخذ سيارة فريسكي سبورت حمراء من مرآب في الإسكندرية واستبدلت شعارات فريسكي وعداد السرعة المغطى بالأرقام العربية، ومن ثم تم تسليم السيارة لجمال عبد الناصر.
أمضى جمال عبد الناصر أكثر من ساعة في فحص واختبار السيارة، ووافق على التصميم لكنه أراد إجراء بعض التعديلات، فكان من المقرر استبدال محرك السلسلة بنقل الحركة إضافة إلى تمديد هيكل السيارة لنقل المزيد من الركاب كونها كانت سيارة صغيرة الحجم. وقال انه إذا تمت هذه التعديلات فإنه سيدعم المشروع شخصياً وسيطلب أن يطلق عليه اسم "رمسيس".
تم شحن 25 سيارة إلى الإسكندرية لعرضها في ميدان التحرير بالقاهرة بمناسبة احتفالات 23 يوليو 1959، وسط ترحيب كبير من الجميع، وأطلق عليها آنذاك اسم "سيارة كل العرب" وتم تشكيل شركة "إيجيبشن أوتوموتيف" للبدء بالعمل على مشروع "رمسيس".
رمسيس إلى الصناعة
بالقرب من الأهرامات، تم تخصيص مائة فدان لبناء مصنع "رمسيس" والبدء بصناعة السيارة. لم يكن هناك أي سيارة صغيرة أخرى يتم إنتاجها أو استيرادها إلى مصر، وكان رمسيس يحتكر سوق الجمهورية العربية المتحدة (وحدة مصر وسوريا) بالكامل.
زار وزير التجارة المصري آنذاك الدكتور محمد نصر مصنع فريسكي في ولفرهامبتون البريطانية، فكانت الزيارة ناجحة وأسفرت عن تلقي شركة Frisky Cars طلبًا يغطي مكونات أول 10000 سيارة والتي غطّت العامين الأولين من برنامج صناعة رمسيس للشركة المصرية للسيارات.
لأسباب سياسية، تم توقيف الصفقة، ولكن الإصرار على صناعة السيارات المحلية كان موجوداً، فكان رد فعل إيجيبشن أوتوموتيف هو التفاوض على الفور على اتفاقية مماثلة مع NSU الألمانية. لذا فبدلاً من أن تكون السيارة من صنع فريسكي، أصبح رمسيس مقنّعًاً بتصميم NSU Prinz وتم تأميم المصنع بجوار الأهرامات واستمر في إنتاج السيارات لسنوات عديدة.
إقرأ أيضاً: قصة صورة: الشيخ محمد بن راشد يقود والسيسي الى جانبه