عند رؤيتكم للصورة الأساسية لمقالنا، سوف تلاحظون كيف تم دفن عدد من السيارات أمام الشاطئ، إلا أن هذه العملية كانت مهمة لاسيما وأنه في العام 1954، دمر إعصار كارول سواحل رود آيلاند، وقد استخدمت هذه السيارات للسيطرة على الرمال على طول الشواطئ في محاولة لحماية الفنادق والمنازل.
فكرة مجنونة
في عام 1954، جلب إعصار كارول رياحاً من الفئة الثالثة إلى شواطئ ولاية رود آيلاند الأمريكية مع تيارات عاتية مدمرة، وقد دمر عددًا من المجمعات السياحية على شاطئ ميسكواميكت وغيرها في مقاطعة ساوث كاونتي. هذا وقام مالك فندق The Andrea بعد هذا الاعصار بوضع عدد من السيارات تحت الرمال للمساعدة في تعزيز الكثبان الرملية لحماية الفندق من الرياح والمياه، ولكن كيف ظهرت هذه السيارات من جديد؟
في العام 2012، ضرب المنطقة إعصاراً كبيراً حمل اسم ساندي وقد أدت الأمواج إلى دمار شبه كامل في بعض المناطق، إذ لا تتوافر على شواطئ ولاية رود آيلاند أية حماية من الأمواج القوية التي أنتجها ساندي، كما أن اتجاه الرياح أكثر نحو الشرق في هذا الإعصار أدى إلى توجيه الأمواج بشكل موازٍ بدلاً من أن تكون عمودية ما يعني زيادة في قوة الرياح.
كان فندق The Andrea أحد ضحايا ساندي، هذا وأشارت ريبيكا كولوتشي التي تمتلك الفندق أنه لديها صورتان رائعتان حقًا من بعد كارول وبعد ساندي. فبعد إعصار كارول، قام المالك بدفن عدد من السيارات تحت الرمال للمساعدة في تعزيز الكثبان الرملية لحماية الفندق، كما أنه بعد ساندي، تم اكتشاف بقايا العديد من تلك السيارات.
السيارات في الأنهر
في جميع أنحاء ولاية مونتانا، هناك سيارات صدئة منتشرة على طول ضفاف النهر لاسيما وأنه في فترة معينة كانت الأنهار أقل تنظيمًا وكان الأشخاص يعتمدون على السيارات ،لتحقيق الاستقرار في الضفة المتآكلة، فتقاوم السيارات المرمية قوة النهر بطرق لا تستطيع التربة القيام بها.
لكن لسوء الحظ لم تكن بعض السيارات تصمد أمام قوة النهر وكانت تنجرف إلى الأسفل فتتحول إلى مشهد غريب. كما أن السيارات المهجورة مع بقايا الشحوم والطلاء والزيوت والصدأ في المجاري المائية ليست آمنة بيئيًا، لذلك ما أصبحت هذه الممارسة نادرة الآن. وبمرور الوقت، غطت التربة أجسام السيارات كما ودفن بعضها بالكامل. وبالمثل، كشفت المياه المتغيرة للنهر تمامًا عن السيارات التي تم دفنها.
تأثير المركبات على الشواطئ
إن قيادة المركبات أو تركها على الشواطئ له تأثير سيئ على الكثير من الأمور. يؤدي ترك المركبات لفترة طويلة على الشواطئ أو قيادتها بشكل مستمر إلى تغير في موضع الرمال كما ويمكن للسيارات أيضاً أن تؤثر سلباً على الغطاء النباتي وعلى الحيوانات لاسيما البرمائية. هذا ويمكن للعجلات أن تسحق النباتات.
بإمكان السيارات أن تقلل من رطوبة التربة، كما وتساهم أيضاً في زيادة درجات الحرارة النهارية. هذه التأثيرات الفيزيائية والكيميائية تساهم في فقدان الغطاء النباتي على طول الشواطئ.
إضافة إلى ما ذكرنا، سنكون أيضاً أمام زيادة ملوحة التربة، وزيادة درجة الحموضة في التربة، وزيادة في متوسط درجة حرارة التربة، الأمر الذي بالتأكيد سوف يؤثر على النباتات العشبية، والسحالي والثدييات.
وللسيارات أيضاً تأثير على الطيور التي تتغذى من بعض الحيوانات أو الحشرات التي تتواجد على الشواطئ والتي زالت. كما أن قيادة السيارات على الشواطئ يسبب أيضاً بتلف بيض الطيور وحتى تلف بيض السلاحف البحرية.
إقرأ أيضاً: أستاذ الكاربون فايبر الذي أذهل العالم: تعرفوا على المبدع هوراسيو باجاني