منذ بداية التطور العلمي في عصرنا هذا، كان هناك عدة اختراعات منها ما دخل الانتاج والاستهلاك، مثل قصة صورة الحافلة التي يخرج محركها من مقدمتها بكل سهولة، ومنها ما بقي مفهومًا ولم ينتج حتى يومنا هذا. كذلك هو الامر بالنسبة للقطار الاحادي الذي سوف نتحدث عنه اليوم.
ولادة المفهوم
في أوائل القرن العشرين، قدم مهندس يدعى لويس برينان مفهومًا فريدًا لخط سكة حديد جديدة، السكة الأحادية. كان خطًا أحاديًا يوازن على سكة واحدة من العجلات بمساعدة مثبتات تسمى "جيروسات" . في واقع الأمر، ذهب برينان إلى أبعد من مجرد اقتراح، فقد قام ببناء نموذج أولي عملي واسع النطاق. لكن، لسوء الحظ، لم يدخل النموذج خط الانتاج.
قطار احادي يتحدى الجاذبية
كان القطار الأحادي غريبًا. لم يتوازن الخط الأحادي أثناء الحركة فحسب، ولكن على عكس الدراجة، ظل في وضع مستقيم حتى في حالة الراحة ايضا.
كان مصدر الطاقة الغامضة للقطار الأحادي الذي سمّي "Blondin railway" عبارة عن حذافتين عكسيتين مثبتتين تدوران على هيكل القطار بالقرب من المحور المركزي، مع وجود عجلة واحدة على كلا الجانبين.
بدفعها بمحركات كهربائية، جعلت هذه الحذافات المزدوجة ثباتًا للقطار من خلال مقاومة أي اضطرابات تحاول الإطاحة بعربة السكة الحديد، مثل الزلازل، او حتى اي امر آخر. سمح استقرار القطار بالتنقل في الانحناءات الأكثر حدة، مقارنةً بالسكك الحديدية التقليدية، والتي كان عليها في بعض الحالات أن تتميز بنصف قطر منحنى يصل إلى 7 كيلومترات. علاوة على ذلك، يتطلب نظام السكك الحديدية الأحادية سكة واحدة فقط، مما أدى إلى انخفاض تكاليف البناء والصيانة.
قطار لم يتم انتاجه
كان العيب الرئيسي للقطار الأحادي والسبب الذي أدى إلى التراجع هو اعتماده على الجيروسكوبات (أو المثبتات الدوارة) التي تعمل بالطاقة باستمرار للبقاء في وضع مستقيم. وعلى الرغم من مزاياها العديدة على أنظمة السكك الحديدية المزدوجة التقليدية، بما في ذلك زيادة السرعات، فقد خشي المستثمرون من أن فقدان الطاقة المفاجئ للمثلتات قد يؤدي إلى سقوط القطار.
تم استخدام الجيروسكوبات في العديد من التطبيقات الحديثة حيث يكون الاستقرار مطلوبًا، كما هو الحال في الطائرات والغواصات والتلسكوبات الفضائية، ولكن لم يتم تطبيقها أبدًا للحفاظ على السكك الحديدية في وضع مستقيم، علما أن هذا المشروع لقي دعم رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل الذي قال لبرينان عندما التقاه "سيدي ، اختراعك يعد بإحداث ثورة في أنظمة السكك الحديدية في العالم".
اقرأ ايضا: توقفي عن الاهتزاز: اكثر اسباب رجة السيارة شيوعًا على الطريق