هذه هي أول صورة يلتقطها العالم لسيارة لامبورجيني ميورا، والتي تم كشف النقاب عنها في معرض جنيف للسيارات في عام 1966 وسط تصفيق حار. جاءت السيارة كدليل على الموهبة الهائلة في هندسة السيارات لثلاثة من كبار مهندسي لامبورجيني، بوب والاس، وجيان باولو دالارا، وباولو ستانزاني.
ماذا حدث في معرض جنيف؟
من المثير للاهتمام أن الرجال الثلاثة عملوا في البداية على ميورا سراً. لقد كانوا يخشون أن يُصار إلى رفض المشروع بسبب مخاوف تتعلق بالتكلفة. لكن وبمجرد الانتهاء من التصميم حصلوا على موافقة لبناء نموذج أولي واحد.
مع اكتمال البناء تقريبًا، واقتراب معرض جنيف للسيارات، أصيب مصممو ميورا الثلاثة بالرعب عندما علموا أن المحرك لن يتناسب مع الحجرة. ومع عدم وجود وقت متبقي لإجراء تعديلات على الحجرة، قاموا بملء تلك الأخيرة بقطعة أشبه بصابورة السفن عوضاً عن المحرك. ومع وصولنا إلى معرض جنيف، وخلال تقديم السيارة (من دون محركها)، تلقت تلك الأخيرة استقبالاً حاراً وغير مسبوق.
فيروتشيو يغير رأيه
تم تقديم لامبورجيني ميورا في عام 1966، بعد ثلاث سنوات فقط من تأسيس فيروتشيو لشركته. كانت هذه ثالث سيارة للامبورجيني بعد 350 جي تي و 400 جي تي. في الواقع، كانت ميورا أول سيارة رياضية بمحرك وسطي.
عندما كشف لامبورجيني النقاب عن 350 جي تي في عام 1964، أعجب الجميع بها وكانت مركبة ناجحة، هنا قرر فيروتشيو أنه يمكنه القيام بعمل أفضل. أراد سيارة تجمع بين التصميم الرائعة والتكنولوجيا الحديثة، لقد أراد سيارة مبهرة، لذلك وافق على ميورا التي تم إطلاقها في عام 1966.
قبل إنشاء ميورا، استخدمت فورد وبورشه وفيراري المحرك الوسطي للسيطرة على حلبات السباق على وجه التحديد. لكن لم يكن فيروشيو مهتمًا بذلك، فقد أراد سيارة للطريق تعتمد على هذا المحرك، لذلك طلب من فريق من ثلاثة رجال أن يصنعوا سيارته: جيامباولو دالارا، وباولو ستانزاني ، وبوب والاس. بعد أكثر من عام من العمل، توصلوا إلى أول نموذج أولي في معرض تورينو للسيارات عام 1965.
تم إطلاق نموذج الإنتاج بعد عام واحد فقط في معرض جنيف للسيارات. تم تسليم أول نموذج إنتاج في ديسمبر 1966، وعلى الرغم من أن فيروتشيو أراد أن تقتصر سيارته على 30 وحدة فقط، إلا أنه اضطر إلى إعادة النظر في قراره بسبب الطلب الهائل.
السيارة رمز للتميز في عالم المحركات
تعتبر سيارة لامبورجيني ميورا سيارة سوبر رياضية أسطورية تركت أثرًا لا يمحى في صناعة السيارات. تم طرحها في عام 1966 وأعادت تعريف مفهوم السيارات الرياضة عالية الأداء، وقد أسرت قلوب المحبين في جميع أنحاء العالم. بتصميمها الساحر وهندستها المبتكرة وأدائها المثير للحماسة، أصبحت Miura رمزًا للتميز في عالم المحركات.
صُممت ميورا من قبل مهندسي لامبورجيني في أوقات فراغهم، وتم تسميتها على اسم سلالة ثيران مصارعة إسبانية شهيرة تتميز بشراستها. كانت الجسم الخارجي للسيارة عملًا فنيًا صممه مارسيلو غانديني من شركة برتوني. يتميز الجسم الأنيق والمنخفض بخطوط منحنية وبشكل مثلث طاغٍ أثر على تصميم السيارات لعقود قادمة.
المحرك والمقصورة الداخلية
تحت الجمال الخارجي البديع، تعمل ميورا بواسطة محرك V12 بسعة 4.0 لتر تم تركيبه في منتصف السيارة. كان هذا التكوين مبتكرًا في ذلك الوقت، حيث كانت معظم السيارات الرياضية في تلك الحقبة تحمل محركاتها في الأمام. ينتج المحرك قوة تبلغ 350 حصانًا، مما دفع السيارة لسرعة قصوى تبلغ حوالي 280 كلم/ الساعة.
كان أداء ميورا استثنائيًا، ولكنه لم يكن مقتصرًا على السرعة المستقيمة فحسب. تزخر السيارة بهيكل متوازن وبنظام تعليق مستقل، مما يجعلها سيارة ومتجاوبة على الطريق، لذلك تعتبر مركبة حقيقية للسائقين، كما وتقدم تجربة مثيرة ومشوقة خلف المقود.
كان لسيارة لامبورجيني ميورا أيضًا داخلية فاخرة تعكس مكانتها الراقية. تتميز الكابينة بتنجيد جلدي وبلوحة قيادة أنيقة وبتصميم فريد يضع السائق في الأمام وفي المركز. إنها مزيج من الأناقة والأداء، مما جعلها المفضلة بين محبي السيارات الرياضية من دون أي منازع.
أشهر نموذج من السيارة
واحدة من أشهر نماذج ميورا كانت P400 SV التي طرحت في عام 1971. هذه النسخة تتميز بتحسينات مختلفة عن الإصدارات السابقة، لاسيما في ما خص المحرك، مما أدى إلى زيادة القوة إلى 385 حصانًا. كما كان لدى SV مصدات خلفية أوسع لاستيعاب إطارات أعرض، مما يعزز مظهرها العدواني.
خلال فترة إنتاجها من عام 1966 إلى العام 1973، بنت لامبورجيني حوالي 764 ميورا في تكوينات مختلفة. كانت كل سيارة تحفة فنية تم تصنيعها يدويًا بدقة متناهية، هذا وجاءت مصممة وفقًا لرغبات المالك. على الرغم من أعداد الإنتاج المحدودة، كان تأثير ميورا عميقاً، فقد كانت ملهمة لتصميم وهندسة نماذج لامبورجيني المستقبلية.
هل السيارة مطلوبة اليوم أم لا؟
اليوم، لامبورجيني ميورا مطلوبة بشدة من قبل هواة الجمع في العالم أجمع، حيث تفرض أسعارًا عالية في المزادات. يستمر تصميمها الخالد وهندستها الرائدة في جذب عشاق السيارات من جميع الأجيال. تظل ميورا رمزًا لسعي لامبورجيني إلى التميز والابتكار في عالم السيارات، مما يعزز مكانتها بين كل العلامات التجارية المختلفة.
في الختام، تقف لامبورجيني ميورا كشهادة على السعي لتحقيق الكمال في صناعة السيارات. إن تصميمها المذهل وهندستها الرائدة وأدائها المبهج، أمور تجعلها أيقونة دائمة في عالم السيارات الخارقة. إضافة إلى ما ذكرنا، سيستمر إرث ميورا في إلهام وإغراء عشاق السيارات للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً: كادت كارثة أن تحصل عند الإنطلاق.. فيديو دراق مثير بين كمارو وبيك اب شفروليه