"أريد أن أرى بورشه، ومرسيدس، واستون مارتن يتعرقون". كانت هذه كلمات المدير التنفيذي لفورد عن رغبته في صنع تهديد للأوروبيين عند إطلاق هذا الوحش الذي ما أن تم إطلاقه أصبح حديث عشاق السيارات، بالأخص الأمريكي. وفي المرة السابقة التي قررت فيها فورد أن تصنع وحشاً يدمر الأوروبيين، كانت عندما صنعت فورد جي تي 40 وكسرت غرور فيراري. وها هي تطلق العنان لجنونها في نسخة فورد موستانج جي تي دي، التي لا نعرف من أين ظهرت في ليلة وضحاها، لا صور تجسسية، لا فيديوهات حماسية، فقط ظهور مفاجئ.
الأكثر شراسةً والأكثر تطوراً على الإطلاق
لم تكتفِ فورد بالتشبث في صمود فورد موستانج كالسيارة العضلية الحقيقية الوحيدة بالسوق، بل جعلت من موستانج، السيارة الأكثر مبيعاً في العالم، سيارة سوبر كار خارقة. لا بل صنعت منها نسخاً مجنونةً عديدة تقهر فيها من استغنوا عن التقاليد العريقة في سبيل إرضاء الأجيال القادمة التي لن تفقه شيئاً عن التجارب الذهبية التي منحتنا إياها السيارات العضلية الحقيقية.
وفي حديثه عن هذه السيارة التي تجسد جنون فورد، أوضح المدير التنفيذي أنها كانت في باله لأكثر من خمسة عقود. وأكد أنها ليست كأي موستانج أخرى، بل تجمع كل التكنولوجيا المأخوذة من سيارات سباق فورد، ولكنها قابلة للقيادة على الطريق. فتخيل نفسك في سيارة تتحول من سيارة عضلية عادية تقودها في طريقك إلى الحلبة، حيث في كبسة زر تلغي ارتفاعها وتحولها إلى سلاح فتاك.
محرك V8، هيكل من ألياف الكربون، الأكثر جنوناً
تعدّ فورد موستانج جي تي دي أعرض موستانج على الإطلاق، بهيكل مصنوع تقريباً بالكامل من ألياف الكربون لتخفيف الوزن وتحسين التحكم في قيادتها وتعزيز القوة السفلية، أصبح أعرض بنسبة 100 ملم من نسخة الطريق من الجيل السابع. أضف إليها أنها تأتي بمحرك 8 اسطوانات سعة 5.2 لتر سوبرتشارج ينتج قوة تتخطى 800 حصان، ما يجعلها أقوى موستنج مخصصة لقيادة الطرق على الإطلاق (الأقوى كانت موستنج شلبي GT500 2020 التي كانت قوتها تتخطى الـ700 حصان). ولم أنته هنا، إذ تُنتقل القوة من خلال محور خلفي ناقل للحركة 8 سرعات مزدوج القابض.
وبالنسبة إلى الانسيابية الهوائية، تم تزويد السيارة بديناميكيات هوائية نشطة تعمل كنظام تخفيف السحب في سيارة فورمولا 1، هذا بالإضافة إلى نظام تعليق يخولك من التحكم في ارتفاع السيارة لإخفاضها على الحلبة، وعجلات مغنيزيوم، ومكابح من ألياف الكربون، وفتحات اكزست من التيتانيوم.
وأجمل ما في الأمر أن فورد طورت السيارة مع شركة Multimatic، بهدف جعل السيارة تلف حلبة نوربورغرينغ في 7 دقائق فقط. وقد طورتها مع سيارتها الأخرى المخصصة للحلبات نسخة جي تي 3 من موستانج التي سيتم إطلاقها العام المقبل في لومان.
وقد صرح المدير التنفيذي بجرأة ووضوح أن السيارة مصممة لتنافس سيارات AMB Black، وأستون مارتن، وGT3 RS من بورشه. يا لها من منافسة شرسة ستكون!
هندسة من أروع الهندسات
في هذا المشروع السري الذي كانت تقوم به شركة فورد مع شركة Multimatic، واجه الفريق السري المخصص لهذا المشروع العديد من المشاكل. أولها كانت عند محاولة الوصول إلى مقاسات تشبه مقاسات بورشه 911 جي تي 3 ار اس، وتطوير جي تي دي من نسخة جي تي 3: "كم تستطيع أن تتمادى في جعل سيارة مخصصة للحلبات تتحول إلى سيارة قابلة للاستعمال على الطريق؟ كم تستطيع أن تجعل عرضها؟" كانت هذه أول مشكلة، والمشكلة الثانية كانت الوزن.
عندما اختاروا محرك 8 اسطوانات ضخم، ظهرت مشكلة توزيع الوزن. فلو وضعوا المحرك في الخلف، لن تكون موستنج هذه سيارة فورد موستنج حقيقية. ولكن وجدوا الحل المناسب، يوضع محور ناقل للحركة بدلاً من صندوق تروس، وفي الخلف. وفعلاً نفذوا الفكرة للحصول على توزيع متساوٍ للوزن بنسبة 50/50 تقريباً. للعلم، فيراري واستون مارتن تستخدمان المحاور الخلفية.
توصل الفريق إلى متطلبات التحكم في الإطارات، والتي أدت إلى زيادة حجمها. فهي ضخمة، 325 ملم عرضها في الأمام مثل الإطارات الخلفية في فورد جي تي، و 345 في الخلف. صنعوا هيكلاً مصنوعاً بالكامل تقريباً من ألياف الكربون. وبحسب متطلبات الديناميكيات الهوائية، جعلوا الهيكل أعرض. وأضافوا الجناح الخلفي بنظام DRS (تخفيف السحب) المشغل هيدروليكياً. قال جوي هاند، سائق فورد لومان، إن GTD الجديدة "من أروع السيارات التي رآها على الإطلاق".
وسيبلغ سعر هذه السيارة الخارقة ذات قوة 800 حصان حوالي 300 ألف دولار أميركي، وهي ذات إصدار محدود (قيل إنها 2500 نسخة فقط) ولا يمكن الحصول عليها إلا بعد موافقة رسمية من فورد! أمر آخر يذكرنا بفيراري وقوانينها!
اقرأ أيضاً: فورد تكشف النقاب عن موستانج GT4 الجديدة في حلبة سبا