هل تساءلت يومًا ما إذا كانت المصابيح الأمامية تزداد سطوعًا؟ أم الأمر يتعلق بالألوان التي تتحسس لها أعيننا والاتجاه الذي توجه إليه الأضواء. فكثير من الناس مقتنعون بأن المصابيح الأمامية للسيارات اليوم أصبحت أكثر سطوعًا من أي وقت مضى.
ويذهب بعض الأشخاص إلى أبعد من ذلك، مدعين أن المصابيح الأمامية أصبحت الآن ساطعة للغاية مما يؤدي إلى إصابة السائقين الآخرين على الطريق بالعمى نتيجة لذلك.
حساسية العين البشرية
العين البشرية أكثر حساسية للأضواء البيضاء أو الزرقاء، مثل تلك الموجودة في مصابيح LED والمصابيح الأمامية ذات التفريغ عالي الكثافة (HID) الأكثر شيوعًا في السيارات الأحدث، مقارنة بالأضواء الصفراء، مثل مصابيح الهالوجين الأمامية الموجودة في معظم السيارات القديمة سيارات. وهذا الاختلاف في الحساسية يجعل العديد من المصابيح الأمامية الجديدة تبدو أكثر سطوعًا.
في السياق عينه، إن عيوننا أكثر حساسية للضوء الأخضر المصفر خلال النهار، ولكنها تصبح أكثر حساسية للضوء المزرق في الليل أو في رؤيتنا المحيطية.
وهذا يعني أنه إذا كان المصباح الأمامي الأزرق أو الأبيض والمصباح الأمامي الأصفر ينتجان نفس الكمية من الضوء، فإن المصباح الأزرق أو الأبيض سيبدو أكثر سطوعًا لك في الليل. ولتجنب مشاكل سطوع المصابيح الحديثة، تقوم شركات تصنيع السيارات، بغض النظر عن المصابيح الأمامية التي تستخدمها، بإتباع اللوائح الفيدرالية التي تحد من مدى سطوع المصابيح الأمامية ذات الشعاع المنخفض، وهي لائحة ظلت دون تغيير إلى حد كبير منذ السبعينيات.
الأزرق أكثر إزعاجاً
يقول معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة إن مصابيح الهالوجين قد تم استخدامها في المصابيح الأمامية منذ السبعينيات. وفي حين أن مصابيح الهالوجين الأمامية لا تزال الأكثر شيوعًا بين جميع السيارات على الطريق اليوم، إلا أن المصابيح الأمامية LED أصبحت ذات شعبية متزايدة.
ووجد تقرير بحثي صادر عن الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة عام 2008 أن المصابيح الأمامية المزرقة لم تعمِ السائقين الآخرين في الواقع أكثر من المصابيح الأمامية الصفراء، لكن المصابيح الأمامية المزرقة كانت أكثر إزعاجًا للسائقين الآخرين رغم ذلك. وحساسيتنا للأضواء الزرقاء هي السبب الرئيسي لذلك.
عوامل أكثر أهمية من اللون
وفقاً للخبراء، اللون هو مجرد واحد من عدة عوامل تساهم في ظهور بعض المصابيح الأمامية أكثر سطوعًا أو تسبب عمى السائقين القادمين. والعامل الأكثر أهمية، وفقا للخبراء، هو المصابيح الأمامية الخاطئة.
فالعديد من المصابيح الأمامية في كل من السيارات الجديدة والقديمة المسببة للعمى، كانت بسبب اتجاه شعاع المصابيح الأمامية. فإذا تم توجيه شعاع المصباح الأمامي بعيدًا جدًا، فسيكون في أعين السائقين القادمين. فقد وجد تقرير نشر عام 2008 أن 62% من المركبات المستخدمة في ذلك الوقت كان بها مصباح أمامي واحد على الأقل خاطئ.
في هذا السياق هنالك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تجعل المصابيح الأمامية تبدو أكثر سطوعًا أو أكثر عمىً للسائقين الآخرين من بينها تركيز الشعاع وارتفاع المصباح الأمامي والمصابيح الأمامية المعدلة التي تنتج ضوءًا أكثر سطوعًا وأعلى كثافة مما يسمح به القانون.
وأمر آخر يؤثر على سطوع المصابيح وهو العمر. فقد تسوء عيوننا مع تقدمنا في السن وتصبح أكثر حساسية للوهج، مما يجعل المصابيح الأمامية في السيارات الأخرى تبدو أكثر سطوعًا مع تقدمنا في السن.
شركات السيارات
تعمل شركات صناعة السيارات على تحسين المصابيح الأمامية مع تقليل وهجها أيضًا. وفي عام 2022، بدأت شركات صناعة السيارات باستخدام تقنية المصابيح الأمامية التكيفية التي تغير سطوع أو اتجاه الشعاع تلقائيًا بناءً على البيئة المحيطة بالسائق.
فإذا كانت هناك حركة مرور قادمة، فستخفت الأضواء في اتجاه حركة المرور تلك. وإذا كان هناك سائق أمامك مباشرة، فسوف تخفت الأضواء في كل مكان. وإذا لم يكن هنالك أي أمر يستدعى خفت المصابيح، فإن ضوئها سيبقي قوياً وساطعاً. وويعتقد الخبراء أن هذا سيؤدي إلى تحسين المصابيح الأمامية بشكل كبير لجميع السائقين على الطريق.
في الخلاصة
هذا صحيح، إن المصابيح الأمامية للسيارات الحديثة أكثر سطوعًا من المصابيح الأمامية للسيارات القديمة. والسبب يعود إلى تطور تقنية المصابيح، ولونها الذي يؤثر بشكل مباشر على العين البشرية.
اقرأ أيضًا: اضاءة ليد السيارات لمحة عن تاريخها ومميزاتها وبدائلها