كثير من الأسماء لمعت في عالم المحركات والتي كانت لها أثر إيجابي على ظهور وتنوع السيارات، لذلك ومع موقع سترايف سوف نتعرف سوياً على قصة الفرنسي اندريه سيتروين.
من هو اندريه سيتروين؟
وُلد أندريه غوستاف سيتروين في باريس عام 1878، وهو ابن تاجر ألماس هولندي هاجر إلى فرنسا وأم بولندية، وآخر طفل في عائلة مكونة من 5 أطفال. كان اندريه مهتمًا جداً بالعلوم والتكنولوجيا كما أنه كان طالب جيد أيضًا، وقد التحق بمدرسة Ecole Polytechnique في عام 1898، ساعيًا للتحضير لمهنة ما لها ارتباط في الهندسة أو الصناعة.
بعد زيارة عائلته البولندية في عام 1900، عرض شراء ترخيص لعملية تصنيع التروس المتعرجة وقد قام بتحسين الفكرة ولكن كان عليه أولاً إكمال تعليمه وأداء خدمته العسكرية قبل أن يتمكن من بدء الإنتاج. هذا واكتسب اندريه لاحقًا خبرته في قطاع السيارات عندما أصبح المدير العام لشركة تصنيع السيارات Mors.
تأسيس الشركة
أقام سيتروين شراكة مع جاك هينستين وأندريه بوا لتأسيس شركة Citroën, Hinstin and Co وهي شركة متخصصة في تصنيع التروس، وقد جمع ثروة من خلالها، كما وقدم الكثير من براءات الاختراع في مجالات مختلفة، بما في ذلك صناعة السيارات، وأصبح رئيسًا لنقابة السيارات والصناعات.
بعد الحرب العالمية الأولى، وتحديداً في عام 1919، أسس شركة سيتروين للسيارات بشعارها الشهير الذي لم يتغير كثيرًا منذ وجود العلامة التجارية وحتى يومنا هذا، كما أنه لم يتوقف أبدًا عن التركيز على إيجاد أفضل طريقة لخدمة مستخدمي سيارات سيتروين من خلال استيراد تقنيات أوروبية جديدة وزيادة موثوقيتها. هذا وساعدت أفكاره الإبداعية في ترسيخ سمعة العلامة التجارية وتقويتها، كما و يعد The Yellow Expedition مثالًا نموذجيًا لما نتكلم عنه.
حملته الشهيرة
The Yellow Expedition هو ثالث رالي للسيارات تنظمه Citroën في الصحراء الافريقية، وفي أعقاب النتائج الإيجابية من حيث التأثير الإعلامي لهذا الحدث، قرر اندريه أن يسير على طريق الحرير بالسيارة، بهدف السفر لمسافة 13 ألف كيلومتر بين بيروت وبكين، وذلك لعبور معظم الدول الآسيوية. تمّ تعيين الكثير من الأهداف لهذه المهمة: إظهار الصفات الفنية وقوة مركبات سيتروين وقدرتها على الذهاب إلى أي مكان في العالم، ولكن فتح طريق تجاري جديد وجمع معلومات علمية ذات مغزى حول البلدان غير المعروفة جيدًا. لذلك كان للحملة مخرجي أفلام وعلماء آثار ورسامين وكتاب ومصورين. تتم معظم الرحلة على مسارات وعرة، وعبر الصحاري والجبال، ويتألف الطاقم من 40 شخصًا على الأقل، وقد تقرر استخدام المركبات الثقيلة التي يمكن تفكيكها بسهولة وإعادة تجميعها يدويًا، كما وكان هناك مجموعتان.
صعوبات غير محببة
واجهت المجموعة الأول التي غادرت لبنان صعوبات على الفور لاسيما مع الحرارة التي وصلت إلى 50 درجة في دول الخليج الفارسي، مما تسبب في تبخر الوقود وتقليل قوة المركبات. هذا ومثل عبور ممر بورزيل في جبال الهيمالايا، فوق 4000 متر، تحديًا حقيقيًا للطاقم. ومع وجود ممر جبلي ثلجي وأنهار متجمدة، لم تكن المركبات تسير بسرعة أكبر من كيلومتر واحد في الساعة. لكن وبمجرد إزالة هذه العقبة، ظهرت صعوبة أخرى وهي نتيجة الانهيار الأرضي في الجبال، عندما اختفى المسار.
أما المجموعة الثاني التي غادرت الصين، من جانبها، واجهت صعوبات مختلفة للغاية، مثل عاصفة رملية، أو انفجار خزان وقود أجبرها على البحث عن الوقود، مما أدى إلى إبطاء تقدمها.
على الرغم من الصعوبات التي تمت مواجهتها فإن النتيجة الإجمالية كانت إيجابية، وقد تم جلب الكثير من الصور من هذه الرحلة بالإضافة إلى الأفلام ذات التسجيلات الصوتية، وهو إنجاز تقني هائل لهذه الفترة. صدر فيلم عن هذا الموضوع في عام 1934 ولاقى نجاحًا كبيرًا في فرنسا والولايات المتحدة. لا تزال هذه الرحلة الاستكشافية تعتبر اليوم واحدة من أعظم إنجازات السيارات في القرن العشرين ومغامرة بشرية عظيمة فمشكور يا اندريه سيتروين على هذه الفكرة.
اقرأ أيضاً: من هو ليونيل مارتن ولماذا لم تعرف استون مارتن نجاحا الا بعده؟