حقائق لا تعرفها عن أسرع سيارة على وجه الأرض.. وعلاقة مفاجئة لملك الأردن

في فترة سابقة من القرن الماضي، أقدم الكثير من عشاق السرعة على تقديم سيارات صاروخية تتمتع سرعات تفوق التصور. حينها، كان المخترعون يتنافسون ضد بعضهم البعض وما زالوا حتى اللحظة. لكن السيارة التي سنتلكم عنها اليوم، خارجة عن المعقول، خارجة عن المألوف، خارجة عن الطبيعة ربما! لا يهمها كل الأرقام التي نتداولها في أخبارنا اليومية، فهي فوق أي تصنيف. نعم، حرفيا فوق أي تصنيف. إليك حقائق لا تعرفها عن أسرع سيارة على وجه الأرض، والتي تسرد روايتها، ضمن ما تسرد في تاريخها الجميل، تفاصيل علاقة الأردن وملك الأردن بها. 

الحلم يمكن أن يتحقق

اسرع سيارة

بلغ التنافس ذروته في الستينيات من القرن الماضي، عندما انتهى الأمر بالأمريكيين Craig Breedlove و Art Arfons في خلق معركة حامية للسيطرة على عالم السرعة. وبحلول العام 1970، أراد Gary Gabelich أن يرفع سقف التحدي، مع تحقيق سرعة 1000 كلم/ الساعة. استمر هذا الرقم القياسي حتى العام 1983 عندما حققت سيارة بريطانية يقودها Richard Noble  سرعة 1018 كلم/ الساعة في سيارة Thrust 2.

ومع ذلك، لم يكن ذلك كافيًا لنوبل، واستمر حلمه بتحقيق سرعة أعلى، وقد شرع في مهمة لكسر رقم العام 1983، وقد تم توثيق جهوده في فيلم وثائقي على قناة بي بي سي تحت اسم "أحلام سوبرسونيك". يكشف الفيلم الوثائقي عن الأعمال التي بذلها الفريق لتحقيق الرقم القياسي الجديد، والذي يتضمن الكثير من الحقائق المدهشة حول السيارة، Thrust SSC.

السيارة بحاجة لسائق قلبه قوي

اسرع سيارة

ببساطة، ما كان لمشروع Thrust SSC أن يكون موجودًا لولا المثابرة الدؤوبة للسيد Richard Noble  وفريقه، والذي قرر ببساطة أن يكون أسرع رجل على وجه الأرض. هذا وكان نوبل بصدد بناء سيارة من شأنها كسر حاجز الصوت، وهو أمر لم يتم القيام به من قبل فضلاً عن ان الكثير من الناس اعتقدوا أنه أمر مستحيل.

لتحقيق مثل هذا العمل المميز، كان على نوبل أن يقضي سنوات في جمع الرعايا والأموال. بدأ العمل على الفكرة لأول مرة في عام 1990، وقد استغرق الأمر حتى عام 1997 لتحقيق الرقم القياسي. تم اختيار حوالي 30 مرشحًا لمنصب السائق في السيارة الصاروخية، وقد وقع الاختيار على آندي جرين، بفضل خلفيته كطيار مقاتل في سلاح الجو الملكي البريطاني.

لم تكن الـ Thrust SSC نتاجًا لمهندس في صناعة السيارات، بل لمصمم صواريخ. بعد عدة سنوات من البحث، التقى ريتشارد نوبل برون آيرز، وهو شخص متقاعد قضى حياته في تصميم صواريخ تفوق سرعة الصوت. لم يتم إقناع آيرز بفكرة السيارة في البداية، لكنه استمر في العمل في المشروع بدافع الفضول فقط.

التجربة في بلد عربي! 

سيارة  Thrust SSC في الأردن

بينما اشتهرت السيارة بأقصى سرعتها في الصحراء في نيفادا، جرت عمليات التشغيل الأولية في قارة مختلفة تمامًا. أثناء تقديم نموذج أولي مبكر للسيارة في معرض للسيارات، قال نوبل في البداية لأحد الأشخاص الذين يزورنه أنه لا يمكنه العثور على أي مكان مناسب لاختبار السيارة. اقترح الزائر استخدام الصحراء الأردنية كأرض اختبار ، حيث كان يتمركز هناك أثناء خدمته في الجيش قبل بضعة عقود وتذكر أنها كانت مسطحة تمامًا.

تم الكشف عن الأرض واتضح أنها ما تزال مسطحة تمامًا وغير مطورة تمامًا وسافر فريق العمل لإجراء الإختبارات الأولية، علما أن ما سهّل العملية في الأردن هو علاقة سابقة جمعت نوبل بالملك الأردني الحسين بن طلال. حينها، قرر السفر والتحقق من المنطقة بنفسه.

 

قدرة حصانية لايستوعبها العقل

اسرع سيارة

كان تصميم السيارة مختلفًا عن أي مركبة أخرى لتسجيل سرعة خيالية، وقد جاءت مع محرك نفاث مزدوج، وهيكل طويل وضيق، وعجلات تتواجد بالقرب من بعضها البعض في الخلف أكثر مما هي عليه في المقدمة. حرص الفريق على اختبار التصميم من خلال محاكاة الكمبيوتر، كما وكان الفريق خائف من أن تطير السيارة في الهواء عند الانطلاق، وهو ما سيكون كارثيًا للمشروع وربما قاتلًا. عندما أظهرت اختبارات الكمبيوتر نتائج واعدة للغاية، تم منح تصميم آيرز الضوء الأخضر ليصبح حقيقة واقعة.

استخدمت سيارة Thrust SSC اثنين من محركات Rolls-Royce Spey النفاثة كما أنه من الصعب للغاية تقدير مقدار القوة الحصانية التي كانت السيارة قادرة على إنتاجها بالضبط، لكن معظم التقديرات تقول إن القوة تصل إلى 100،000 حصان.

أصبح Thrust SSC من الناحية الفنية أسرع مركبة برية ليس لمرة واحدة بل لمرتين، حيث لم يكسر سجلها القياسي الأول حاجز الصوت تمامًا. سجل التشغيل الأول متوسط سرعة 714 ميل في الساعة (1150 كلم/ الساعة)، ولكن بعد ليلة واحدة فقط، أصر ريتشارد نوبل على أنه يجب على الجميع إعادة تجميع صفوفهم ومحاولة التركيز على كسر حاجز الصوت. بعد بضعة أيام، كسرت السيارة بالفعل الحاجز لأول مرة، مما أحدث دوي اختراق صوتي عبر الصحراء، وقد تم تسجيل رقم قياسي رسمي جديد للسرعة عند 763 ميل في الساعة (1227 كلم/ الساعة).

الآن، يمكنك أن ترى Thrust SSC في متحف النقل في كوفنتري، إنجلترا، جنبًا إلى جنب مع سابقتها Thrust 2 وخليفتها المحتملة، Bloodhound LSR التي ما زالت قيد الإعداد. منذ أن سجلت هذه السيارة الرقم القياسي كأسرع مركبة على وجه الأرض في 15 أكتوبر 1997 ، لم تفارق مكانها ولم تدخل في أي سباق. 

اقرأ أيضاً: عندما حولت مرسيدس سيارة ليموزين فاخرة إلى سيارة اسعاف

حقائق
loaing icon