من المؤكد أن أنظمة مساعدة السائق يمكن أن تساعد في منع الاصطدامات، لكنها ليست جاهزة تمامًا للاستخدام في أوقات الذروة، إذ قامت دراسة حديثة بتحليل أكثر من 37000 حادث تصادم للمركبات، ووجدت أن القيادة البشرية أقل عرضة للاصطدام عند المنعطفات أو في مواقف الإضاءة المنخفضة مقارنة بالقيادة الآلية.
الأنظمة قد لا تساعد الساعد
وجدت الدراسة، التي نشرتها مؤخراً مجلة Nature Communications، أن المركبات التي تستخدم الأنظمة الآلية تعرضت لحوادث أكثر بخمسة أضعاف أثناء شروق الشمس أو غروبها. وفي المنعطفات، كانت النسبة ضعف النسبة مقارنة بالمركبات التي يقودها الإنسان ومن دون مساعدة من تلك الأنظمة.
وفيما يتعلق بحالات الإضاءة المنخفضة، تسلط الدراسة الضوء على القيود المفروضة على الكاميرات وأجهزة الاستشعار وعدم القدرة على التكيف مع الظروف. على سبيل المثال، يمكن إساءة تفسير ظلال الصباح الباكر أو أواخر النهار على أنها كائنات. كما ويمكن أن يكون الضوء المتقلب أيضًا مشكلة، حيث يسبب الفوضى في الخوارزميات ويسبب ارتباكًا داخل النظام. ومن ناحية أخرى، قد لا يتم اكتشاف الكائنات الموجودة في الظل على الإطلاق.
ماذا عن الضباب؟
إضافة إلى ما ذكرنا، قد لا تكتشف أجهزة الاستشعار والكاميرات كل العوائق في موقع ديناميكي مثل التقاطع، ولكنها تتجاوز ذلك في غالبية الأوقات. هذا وتشير الدراسة إلى أن الأنظمة الحالية عمومًا "ترى" المنطقة القريبة نسبيًا من السيارة.
وفي حين أن الإنسان قد يرى ضبابًا كثيفًا على بعد نصف ميل ويتخذ إجراءً احترازيًا، فإن السيارة الخاضعة للتحكم الذاتي ستستمر في السير. وهناك أدلة تدعم هذا. ومن خلال الإجراءات المتخذة قبل الاصطدام، كانت معظم المركبات الخاضعة للتحكم الذاتي تسير بشكل مستقيم وبسرعة ثابتة قبل تنفيذ مناورات الطوارئ. هذا وأظهرت السيارات التي يقودها البشر المزيد من حالات التباطؤ وتغيير طريقة القيادة قبل الوصول إلى الضباب.
أنظمة مساعدة السائق في وضعها الحالي هي مجرد أنظمة مساعدة. تعمل الأتمتة بشكل جيد في خط مستقيم، ولكن يجب جمع المزيد من البيانات ودراستها قبل أن تصبح القيادة الحقيقية من المستوى الرابع بدون استخدام اليدين أو العينين حقيقة واقعة.
ما هي القيادة من المستوى الرابع؟
تخيل أنك تتحرك على الطريق السريع، بينما تتولى سيارتك القيادة. هذا ليس خيالا علمياً. إنه الوعد بالقيادة الذاتية من المستوى الرابع.
يقدم المستوى الرابع، المعروف أيضًا باسم القيادة الآلية العالية، لمحة عن مستقبل النقل. يمكن لهذه المركبات التعامل مع معظم مهام القيادة في بيئات خاضعة للرقابة، مثل الطرق السريعة المرسومة جيدًا أو المناطق الحضرية المحددة. فكر في الأمر كنظام مساعد متقدم جدًا للسائق يعتني بالتوجيه والتسارع والفرملة.
تعمل السيارات التي تعتمد على هذه التقنية ضمن حدود معينة، وتعتمد على علامات الطريق الواضحة والبيئات التي يمكن التنبؤ بها. إذا حدث أمر غير متوقع، مثل سوء الأحوال الجوية أو لو كانت القيادة ضمن منطقة غير مألوفة، فقد يطلب منك النظام استعادة السيطرة.
لا تزال هناك تحديات. هناك حاجة إلى قوانين واضحة لمعالجة المسؤولية في حالة وقوع حوادث. كما وتحتاج التكنولوجيا نفسها إلى مزيد من التحسين للتعامل مع المواقف المعقدة. هذا وتعتبر تدابير الأمن السيبراني القوية ضرورية لمنع القرصنة.
اقرأ ايضاً: مع تحديث نظام القيادة الذاتية.. ستقود تسلا من دون استخدام اليدين ومن دون سابق إنذار