تعد الخصوصية مشكلة غريبة في عالمنا اليوم، حيث يشارك الناس سخطهم عبر شبكات التواصل الإجتماعي عند ظهور أخبار عن اكتشاف مشكلة في مستوى خصوصية المستخدمين لدى أحد شركات التقنية الكبرى، من دون ملاحظة أن هذا السخط يتم مشاركته على منصة تعاني ايضاً من مشاكل متعلقة بالخصوصية.
اقرأ أيضاً: يمكنك الإنضمام الى شبكة التواصل الاجتماعي هذه فقط اذا تمتلك رولز رويس!
يأتي ذلك نتيجة عدم رغبة أغلب الأشخاص في التعرف على طرق حماية بياناتهم الشخصية، إضافة لاعتقاد الكثيرين أنهم لا يملكون أي شيء قد يهتمون بإخفائه، وهو أمر ناتج من تفضيل راحة الاستخدام على الأمان.
ولكن، من المهم هنا أن نفهم مدى ارتباط خصوصيتنا على الإنترنت بمستوى أماننا الشخصي وحتى الجسدي أحياناً.
الانترنت تسمح لأي شخص بالوصول إلى الآلاف أو حتى الملايين عبر منشور واحد، ولكن هناك عدد كبير من الأشخاص غير المستقرين نفسياً والذين يمكن أن تستفزهم كلماتنا على هذه المواقع.
من بين هؤلاء الأشخاص غير المتزنين والذين قد يعانون من أمراض عقلية، بعضهم لا يعرف ما هو الحد الأقصى لما يمكن أن يفعله، لذا قد يبذل قصارى جهده كي يؤذي كاتب المنشور الذي لا يتفق معه، أو على الأقل، قد يحاول أن يخيفه.
من السهل أن ندرك ذلك فور أن يكون لدينا مئات الآلاف من المتابعين، حيث يصبح من السهل أن ننشر تغريدة أو منشور يهين عدد محدد من هؤلاء المتابعين بشكل يجعلهم يردون بوقاحة أحياناً، أو حتى يحاولوا تهديدنا في أوقات أخرى إن كان ما ذكرناه يهينهم أو يهدد مصالحهم بطريقة أو بأخرى.
يعني ذلك أنه من غير المعروف ما هو مقدار القوة أو السلطة التي يمتلكها الشخص الذي قد نغضبه على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن الأسوأ من ذلك هو وجود عدد كبير من الأشخاص يحبون التلصص على الحسابات الشخصية.
أبسط ما قد يحدث هو أن أحدهم قد يسرق هويتك الشخصية على الإنترنت ويستغلها للقيام بأفعال غير أخلاقية أو غير قانونية تحت اسمك وصورتك، وهو أمر بدأ ينتشر في العديد من الدول الكبرى حالياً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
تتبّع أثر منتحل الهوية يكلف أموالاً طائلة بالنسبة للمجني، سواء في العالم الافتراضي أو الواقعي، نظراً الى أن بعض المنتحلين يستطيعون استخدام اسمك أو اسم أي شخص لتزوير هوية، ومن هنا تأتي أهمية خصوصية البيانات والمعلومات الشخصية لكافة المستخدمين.
