عادة ما تلفتنا الإبتكارات التكنولوجية الحديثة، مثل خرائط جوجل التي توفر الوقود وغيرها، ولكن الإبتكارات التي يكون هدفها إنسانيًا تلقى احتراماً كبيراً ينحني لها الجبين. كما هو معروف، فإن في كل مجمّع معين أو مكان عام، يتم تخصيص مواقف للأشخاص من ذوي الإرادة الصلبة والإحتياجات الخاصة، ويكون موقف السيارات هذا وفق معايير معينة لتسهيل فكرة إندماج هؤلاء الأشخاص في المجتمع وقدرتهم على التنقل بطريقة أسهل، ولكن ما يحصل أن بعض الأشخاص يستولون على هذه المواقف ويركنون في المكان المخصص لذوي الإحتياجات الخاصة فيحرمونهم منها. فهل من حل؟!
الإبتكار الجديد لحل المشكلة
في ساحة انتظار بمركز أعمال بجدة، يحاول شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة إيقاف سيارته في الموقف المخصص له، لكن أحد المخالفين حجز الموقف المخصص له من قبل السلطات المركزية أمامه. تركه عالقا يبحث عن مكان آخر في هذه الزحمة رغم الإحراج والألم الذي عانى منه. هذا الحادث أثار غضب الشاب السعودي عبد العزيز القرشي. من هنا، قرر تطوير تقنية من شأنها منع المخالفين الأصحاء من تولي مناصب ذوي الاحتياجات الخاصة.
بالفعل قام هذا الشاب، وهو طالب في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، بإبتكار حل لحماية المواقف المخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة وهو جهاز يتميز بأنه محدود التكاليف ولا يحتاج إلى كهرباء كون الأجهزة التقنية الموجودة فيه يمكن تشغيلها عن طريق الشحن بالطاقة الشمسية.
طريقة عمل الجهاز
بحسب ما شرح عبد العزيز القرشي، فإن هذا الجهاز يعمل على مرحلتين وهي كالتالي:
المرحلة الأولى: تدخل السيارة المرآب، ومن ثم يقوم المستشعر بإرسال رسالة إلى الماسح الضوئي بأن السيارة قادمة.
المرحلة الثانية: إذا تم العثور على رمز لذوي الاحتياجات الخاصة، يقوم الماسح الضوئي بمسح مقدمة السيارة ثم إرسال أمر بالنزول إلى نقطة التفتيش حتى يتمكن صاحب الاحتياجات الخاصة من أخذ موقف السيارات.
مع العلم ان الكود مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة في مقدمة السيارة فقط، وإذا لم يكون هناك كود في مقدمة السيارة فلن ينزل الحاجز من امام موقف السيارات المخصص لذوي الإحتياجات الخاصة.
براءة الإختراع
هذا الإبتكار، الذي قدمه القرشي للحصول على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع بالهيئة السعودية للملكية الفكرية، بإمكانه منع الكثير من الانتهاكات وإسعاد قلوب ذوي الاحتياجات الخاصة، وبذلك سيستطيعون ركن سياراتهم في مواقف مخصصة. لذلك ينوي القرشي تقديم الإبتكار للجهات المختصة للموافقة على إنتاجه، خاصة بعد حصوله على براءة الاختراع.
أخيراً، وبغض النظر في حال أبصر هذا الإبتكار النور، فإننا جميعاً يجب علينا التحلي بالمسؤولية على هذا الصعيد، وركن سياراتنا في الأماكن المخصصة لنا من دون الإستيلاء على مواقف الآخرين والمواقف المخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك لأنك ستكون مساهماً بطريقة غير مباشرة في منعهم من الإندماج في المجتمع، فهل ترضى أن تكون كذلك؟!