العدو الأكبر لسلامة محرك سيارتك هو درجة الحرارة المرتفعة المُتولدة عن اشتعال الوقود المستمر داخل غرفة المحرك، لذا كان لزامًا على مُصنعي المحركات تصنيع نظام تبريد خاص بالمحرك مسئول عن طرد الحرارة الزائدة باستمرار، ويحافظ على كفاءة عمل النظام جزء مهم للغاية هو حساس درجة الحرارة.
اقرأ أيضًا: خطوات لمنع ارتفاع درجة حرارة سيارتك بطقس الخليج الحار
وظيفة ومكان حساس درجة الحرارة في السيارة
- قد تمتلك سيارتك حساس درجة حرارة واحد أو أكثر، وفي حين أن أماكن تواجد حساس درجة الحرارة في السيارة قد تختلف من طراز لآخر، إلا أنه عادة ما يُثبت في شبكة تبريد الهواء "رديتر"، حيث يُمكنه مكانه من قياس درجة حرارة سائل التبريد من جهة (الطرف الأول) وإيصال إشارة بها إلى وحدة تحكم السيارة الإلكترونية من الجهة الأخرى (الطرف الثاني) .. وفي طرازات أخرى نجد حساس حرارة آخر مُثبت على الجزء العلوي من المحرك نفسه إن كانت سيارتك تحتوي على حساسين.
- ويتمحور دور حساس درجة الحرارة في الأساس حول قياس درجة حرارة سائل التبريد بالمحرك عند ملامسته له، ويرسل قراءته إلى وحدة التحكم بالسيارة. وحيث أن حساس درجة الحرارة هو مُقاوم حراري تنخفض شدة مقاومته بارتفاع درجة الحرارة، فعند ارتفاع درجة حرارة المحرك تنخفض مقاومته ويزداد مرور التيار الكهربائي المُرسل إلى وحدة التحكم، لتقوم الأخيرة بترجمة الأمر إلى ارتفاع في درجة حرارة المحرك، والعكس صحيح.
- لنترجم تلك الميكانيكا بشكل عملي إذا، دعنا نتخيل أنك على وشك القيام برحلة بسياراتك في الصباح بعد أن كان المحرك في وضع الخمول طوال الليل، هذا يعني أن درجة حرارة المحرك قبل بدء تشغيل السيارة منخفضة (باردة). حسنًا، بمجرد بدء تشغيلك للسيارة ووضع قدمك على دواسة البنزين عندها يبدأ الوقود في الاحتراق بشكل مستمر ما يرفع من حرارة المحرك وسائل التبريد ومنهما بشكل مباشر إلى حساس درجة الحرارة.
ونظرًا لدور حساس درجة الحرارة في السيارة فهو يتحكم في عدة عمليات حيوية بأنظمة السيارة من بينها:
- تشغيل مراوح التبريد المسئولة عن خفض درجة حرارة المحرك بشكل مباشر وطرد الحرارة الزائدة عنه
- تشغيل صمام نظام إعادة تدوير نواتج الاحتراق المعروف بصمام EGR
- التحكم في كمية الوقود المُستهلكة خاصة عند بدء تشغيل السيارة ووصول درجة حرارة المحرك إلى الدرجة المطلوبة
- كما يساعد في استمرارية عمل عدة أنظمة أخرى في السيارة بكفاءة كنظام التهوية "المُكيف"
ولكن ماذا عن تلف حساس درجة الحرارة في السيارة وأعراضه؟
يتلف حساس درجة الحرارة في السيارة إما كليًا، وعندها ستلاحظ إضاءة العلامة التي تُشير إليه في لوحة العدادات مع عمل مراوح تبريد المحرك بشكل مستمر دون توقف أو توقفها تمامًا عن العمل. وإما بشكل جزئي ينتج عن وجود صدأ في نظام التبريد يصل ويتراكم بالتدريج على حساس درجة الحرارة في السيارة، وتستطيع إستبيانه من الأعراض التي تصاحب انخفاض كفاءته في العمل نتيجة وجود خلل ما به، وهي أعراض من ضمنها:
-
خلل بعمل مؤشر الحرارة بلوحة العدادات وإظهاره قراءة وهمية لا تدل على درجة حرارة المحرك الفعلية
-
تأخر في عمل مراوح تبريد الرديتر أو عملها بشكل مبكر واستمرارها دون توقف
-
ارتفاع استهلاك الوقود عن المعتاد بسبب إرسال حساس درجة الحرارة قيمة أقل من الفعلية، ما يعني أن نظام التشغيل سيزيد من الوقود المُحترق بهدف وصول درجة حرارة المحرك إلى الدرجة المطلوبة، وستلاحظ أن ذلك مُصاحب بانبعاث دخان أسود من مخرج العادم
-
صعوبة تشغيل المحرك في بداية كل صباح أو بعد تركه لفترة دون عمل
-
انبعاث حرارة من أسفل غطاء المحرك بمجرد فتحك له
وأخيرًا، كن حريصًا دائمًا على أن تظل درجة حرارة المحرك في الحدود المُوصى بها، ويمكنك فعل ذلك من خلال فحص نظام التبريد دوريًا مرة كل عام أو عامين على الأقل لتنظيف حساس درجة الحرارة وقنوات التبريد من أي صدأ أو تكلسات قد تعرقل من كفاءة عملهم، مع مراعاة الحفاظ على مستوى سائل التبريد الكافي، والتأكد من عدم وجود عطل بمروحة أو مضخة المياه الخاصة بنظام التبريد.
