كانت هيلين روثر، المولودة في لايبزيغ بألمانيا عام 1908، شخصية رائدة في عالم تصميم السيارات الذي يهيمن عليه الذكور. وباعتبارها واحدة من أوائل مصممي السيارات الإناث، تحدت روثر الأعراف المجتمعية، تاركة بصمة لا تمحى على الصناعة من خلال عملها المبتكر والمؤثر.
تعشق عالم السيارات
بدأت رحلة روثر إلى عالم السيارات في الثلاثينيات. فبعدما عملت كمهندسة معمارية، جلبت منظورًا فريدًا لتصميم السيارات، ودمجت حسها في الفن المعماري مع فهم الشكل والوظيفة الخاصة بالمركبات.
سرعان ما جذبت موهبتها ونهجها المبتكر الاهتمام، وأصبحت معروفة بتصميماتها الداخلية الأنيقة والعملية. إن مهارة روثر في صياغة التصميمات الداخلية للسيارات الممتعة والمريحة ميزتها عن غيرها من المصممن في عصر لم يشارك فيه سوى عدد قليل من النساء في مثل هذه الأدوار الفنية والإبداعية.
المنصب في شركة جنرال موتورز
بحلول منتصف الثلاثينيات، قررت الفرار من ألمانيا إلى فرنسا مع ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات وبدأت في تصميم إكسسوارات الموضة، وبحلول عام 1941، اضطرت روثر وابنتها إلى الفرار مرة أخرى بعد أن أطاح النازيون بالجيش الفرنسي، فكانت هي وابنتها لاجئتين لفترة وجيزة في الجزء الشمالي من أفريقيا قبل وصولهما إلى الولايات المتحدة. في عام 1943، حصلت روثر على منصب في شركة جنرال موتورز، مما جعلها واحدة من أوائل النساء اللواتي عملن كمصممات سيارات في الولايات المتحدة.
في جنرال موتورز، تخصصت روثر في التصميم الداخلي، وساهمت برؤيتها الإبداعية في الكثير من المشاريع. عملت روثر في ألوان وأقمشة التنجيد والإضاءة وأجهزة الأبواب وبناء المقاعد. هذا وساعدت في تحديث التصميمات الداخلية لأقسام بويك، وشيفروليه، وكاديلاك، وأولدزمزبيل، وبونتياك. امتد عملها إلى ما هو أبعد من السيارات ليشمل التصميمات الداخلية للقاطرات والحافلات والمركبات العسكرية. هذا وتضمنت مشاريعها البارزة التصميم الداخلي لطائرة TAA لشركة Trans Australia Airlines.
بين الوظيفة والأناقة
في عام 1949، قامت روثر بخطوة رائدة أخرى من خلال إنشاء شركة التصميم الخاصة بها، هيلين روثر أسوشيتس. كان هذا الأمر بمثابة إنجاز كبير، حيث كان من النادر أن تمتلك امرأة وتقود شركة تصميم في صناعة السيارات حيث كانت هذه المهنية يُهمين عليها الذكور.
ركزت تصميمات روثر على الأداء الوظيفي من دون المساس بالأناقة، لذلك وفي العام 1951، حققت روثر إنجازًا آخر عندما أصبحت أول امرأة تنضم إلى معهد المصممين الصناعيين المرموق IDI. لم يعكس هذا التكريم موهبتها فحسب، بل سلط الضوء أيضًا على دورها كرائدة للنساء الطامحات اللواتي يردن ترك بصمة في عالم تصميم السيارات.
تعاونت مع بينين فارينا
امتد تأثير هيلين روثر إلى الخمسينيات والستينيات، وهي فترة تميزت بتغييرات كبيرة في تصميم السيارات. استمر عملها في شركة Helene Rother Associates في تشكيل التصميمات الداخلية للكثير من المركبات الأمريكية والعالمية، كما تعاونت شركتها مع شركات صناعة سيارات مثل Nash وPackard وStudebaker، وعملت أيضاً مع المصمم بينين فارينا في نماذج Ambassador وStatesman وRambler وAirflyte.
فتحت مسيرة هيلين روثر المهنية الأبواب أمام النساء في مجال تصميم السيارات وتحدت المفاهيم التقليدية. لقد تركت قدرتها على المزج بين الذوق الفني والخبرة الفنية بصمة لا تمحى على الصناعة. واليوم، يتم الاحتفاء بها ليس فقط لتصميماتها المبتكرة ولكن أيضًا لشجاعتها في كسر الحواجز، مما يجعلها من الأسماء المشهورة في تاريخ السيارات.
اقرأ أيضاً: مارسيلو جانديني.. مبدع ايطالي كان العقل وراء ميورا وكونتاش