تثير الفورمولا 1، ذروة رياضة السيارات، حماس الجماهير أينما كان بفضل سرعتها المذهلة، وحركاتها الجريئة، ومنافساتها الشرسة. لكن خلف هذا الحماس تكمن مهمة لوجستية معقدة وهي نقل فريق بأكمله وسياراته التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات وقطع الغيار التي لا حصر لها، وذلك عبر العالم لخوض 24 سباقًا موزعة على خمس قارات.
تقسيم المعدات إلى فئتين
تقسم فرق الفورمولا 1 عادةً معداتها إلى فئتين، حاسمة وغير حاسمة. تعتبر المكونات الحاسمة، مثل هيكل السيارة، والمحركات، وعلب التروس، والإطارات، من الأمور التي تتطلب أسرع وسيلة نقل ممكنة للوصول إلى مكان الحدث، لذلك يتم نقلها عادةً جواً عبر طائرات شحن مستأجرة، مما يضمن وصولها إلى السباق التالي قبل بدء الفعاليات بوقت كافٍ.
أما المعدات غير الحاسمة، مثل قطع غيار الهيكل، وإعدادات الضيافة، فتسلك مسارًا أكثر راحة وبطءً، أي عبر البحر. يتم تحميل الحاويات المليئة بهذه العناصر بعناية كما ويتم وضعها قبل أسابيع من موعدها على سفن الشحن، وغالبًا ما تصل إلى وجهتها حتى قبل وصول فرق السباق نفسها.
أوروبا.. القارة السهلة
هذا وتتعاون الفورمولا 1 مع شركة لوجستية متخصصة، مثل DHL، لنقل كمية هائلة من البضائع ويشمل ذلك ليس فقط معدات الفريق ولكن أيضًا البنية التحتية مثل الحواجز والمرافق الطبية ووسائل الإعلام. فعندما تكون السباقات في أوروبا، فإن شركات نقل البضائع بالشاحنات هي الطريقة الأكثر عملية. هذا وتمتلك DHL أسطولًا مكونًا من 18 شاحنة جديدة تعمل بالوقود الحيوي، مما يدل على جهودها في مجال الاستدامة.
إضافة إلى ما ذكرنا، لا تتوقف رحلة الفورمولا 1 أبدًا. بينما تنتهي فعاليات السباق، تستعد الفرق للسباق التالي. قد يتم تنظيف وفحص السيارات بدقة، لكن قطع الغيار والمكونات الحاسمة يتم شحنها مباشرة من السباق الحالي إلى السباق التالي، مما يضمن انتقالًا سلسًا.
الفورمولا 1 صديقة البيئة
تسعى الفورمولا 1، التي تدرك دائمًا تأثيرها على البيئة، إلى إيجاد حلول مستدامة لنقل الفريق. إن الاستخدام المتزايد للوقود الحيوي واستكشاف طرق الشحن البديلة هي خطوات إيجابية نحو مستقبل أكثر اخضرارًا للرياضة.
الفورمولا 1 ليست مجرد هدير محركات وتجاوزات جريئة على المسار، إنها شهادة على التخطيط الدقيق، والكفاءة اللوجستية، والجهود الدؤوبة لمئات الأشخاص خلف الكواليس. كما أنه وبينما تتنقل الفرق حول العالم، فإن الإنجاز اللوجستي المذهل المتمثل في نقل ترسانتها العالية التقنية يمر دون أن يلاحظه أحد إلى حد كبير، لكنه يبقى جزءًا لا يتجزأ من سحر الفورمولا 1.
