محمد البلوشي، اسم أثبت خلال مسيرة شاقة جدارته وشغفه وتصميمه وقدرته على مواجهة أصعب التحديات. ليس غريباً على صاحب هذه المسيرة الاحترافية أن يقترن اسمه بمسيرة "جي إم سي" التي كانت أيضاً طوال السنوات الماضية عنواناً لمواجهة الطرقات الصعبة والوعرة. في ما يلي خمسة أمور لم تكن تعرفها عن بطل الدراجات النارية "موتو كروس".
1- بدأ رحلة الاحتراف متأخراً
على عكس النجوم الذين لمعوا في هذه الرياضة، والذين بدأوا مسيرتهم مبكراً، لم يبدأ البلوشي رياضته المحبّبة في عمر صغير أي 7 أعوام بحسب معدّل سنّ ركوب الدراجة.
في عمر 20 عاماً، وضع البلوشي الانتصار نصب عينيه وبدأ مغامرة عرف أنها صعبة. واظب على تمارينه المكثفة وضاعف من جهوده حتى شارك في أول مسابقة بعد ثلاث سنوات فقط من التدريب المكثّف.
ويكشف البلوشي في إحدى المقابلات عن سبب تأخّره ويقول "في سنوات مراهقتي، كنت أمارس الكثير من فنون الدفاع عن النفس وكرة القدم وتدريبات رفع الأثقال ولكن موتو كروس لم يكن شيئاً كنت قادراً على تحمله مالياً في ذلك الوقت".
ويتابع: "عندما أتيحت لي الفرصة لتجربتها، ذهبت من أجلها وها أنا اليوم (..) ما زلت أحبها".
2- أول إماراتي ينافس في الدراجات النارية
بعد سلسلة نجاحات وحصد بطولات، كان البلوشي عام 2012 أول إماراتي يشارك في رالي داكار في فئة الدراجات النارية حيث صمد 9 أيام في سباق التحمّل الأصعب واستطاع أن يتقدم من المركز 130 إلى 43 في اليوم العاشر من السباق.
كان البلوشي حينها يعتبر أفضل متسابق رالي للدراجات النارية في الإمارات بعد أن تم تتويجه مرتين بلقب بطولة العرب. ويقول عن رالي دكار في هذا الصدد: "لرالي داكار مكانة خاصة في قلبي، فهو سباق أحلم به، وكان له أثر كبير في مسيرتي الرياضية. إن مجرّد التفكير فيه يملؤني شعوراً بالرهبة، وكأنني طفلٌ في المدرسة يدرس للامتحان".
إلا أن إصابة في هذا الرالي غيّرت حياته كلياً، لكنها لم تمنعه أبداً من المضي قدماً وحقّق بعدها العديد من البطولات.
3- إصابات غيّرت حياته لكن لم توقفه
في رالي دكار الشهير، حدث ما لم يكن في الحسبان. سقط البلوشي على أخدودٍ بعلو 3 أمتار، وكسر معصم يده اليسرى وعظمة الترقوة.
لم تكن هذه الحادثة سهلة البتة لكنها لم تقضِ على الحلم، لا بل زادت من عزيمته، فشرح قائلاً: "شعرت أن دكار صفحة من حياتي لم تُطوى. أعطتني التجربة التي خضتها في الأيام العشرة الأولى من رالي داكار خبرةً جمة كانت لها فائدة كبيرة في حياتي، وأجد نفسي أراجع هذه الدروس في ذهني كلما أكون على متن درّاجتي".
لم يكن هذا الحادث هو الوحيد فقد أصيب البلوشي أيضاً بحادث سيىء في رالي أبوظبي الصحراوي 2018 حتى إنه لا يذكر منه شيئاً إلا أنه تم نقله بالهليكوبتر.
كل هذا لم يثن مسيرة البلوشي، والدليل أنه دخل بعدها في بطولات أخرى كما في شراكات كان أبرزها مع شركة "جي إم سي" لعامين متتالين في 2019 و2020. حينها، كانت كلمات قليلة من الشركة كافية لتجديد الحلم فقالت: "يمكنك رؤية شغفه وتصميمه وقدرته على مواجهة أصعب التحديات".
4- صاحب بطولات عدة وعاشق للصحراء
حبّ الفوز رافقه حبّ جميل للصحراء من قبل محمد بلوشي. عام 2011، فاز البلوشي ببطولة البحرين وكأس تونس وبطولة الكويت.
وللبلوشي سلسلة انتصارات لا تعدّ ولا تحصى بعدها. ففي عام 2018 فاز بلقبه الأكثر شهرة حتى الآن عندما أصبح أول عربي يفوز بلقب عالمي في سلسلة الاتحاد الدولي للدراجات النارية (FIM) للطرق الوعرة من خلال الفوز بكأس العالم للباها FIM World Cup Bajas 2018.
كما واصل البطل الإماراتي سلسلة انتصاراته حيث فاز برالي باها الأردن في عامي 2019 و 2021، ورالي موريتانيا الدولي الصحراوي، ورالي حائل نيسان الدولي حين فاز بفارق زمني كبير.
وكان البلوشي العربي الوحيد الذي وصل إلى خط النهاية في رالي داكار في عامي 2018 و2019 والذي أقيم في جنوب أمريكا، وتنافس مرة أخرى في الرالي الشهير في 2020والذي أقيم في المملكة العربية السعودية.
وكان اللقب الأحب إلى قلبه عندما فاز بجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي كـ "أفضل رياضي في الإمارات العربية المتحدة" لعام 2018.
إضافة إلى ذلك، عُرف عنه عشقه للصحراء، إذ قال في هذا الصدد: "عبور الكثبان الرملية وأي شيء يأتي في طريقي والتغلب عليه لَهُوَ شعور رائع ومرضٍ حقاً". ويضيف: "إن هدوء الصحراء يجعلك تشعر وكأنك تترك بصمتك أثناء ركوبك عبرها وتكسر حاجز الصمت. من الصعب جداً شرح ذلك، لكن في النهاية، أشعر بالسلام عندما أتسابق في الصحراء وهذا يعطيني الكثير من المعنى في الحياة".
5- شراكة مع "جي إم سي" تحاكي تاريخه وإنجازاته
لتسهيل مهمته كان لا بد أن يختار البلوشي سيارة مناسبة تلبي جميع متطلبات الرياضة التي يمارسها. وما أفضل من جي ام سي سييرا AT4 للقيام بهذا الدور.
فالبطل الإماراتي الذي يبحث دائماً عن أصعب التحديات وجد في سييرا AT4 جميع الميزات التي تناسب شغفه. هذه الشاحنة الفخمة تأتي بمقصورة مجهزة بتقنيات حديثة ووسائل راحة من الدرجة الأولى، ناهيك عن صندوق خلفي كبير يمكنه استيعاب دراجة السباقات الخاصة بالبلوشي ونقلها بسهولة وأمان إلى موقع السباق.
تأتي جي ام سي سييرا AT4 المجهزة بميزات دفع رباعي متقدمة لتلعب هذا الدور أيضاً. فهي تأتي بميزة قياسية لرفع التعليق بحدود 2 انش مما يمنح ارتفاعاً إضافياً عن الأرض، ويعزز قدرات اندفاعها على الطرق الوعرة وحتى القاسية جداً وأثناء القيادة على الرمال. كما تتضمن سييرا AT4 ممتصات صدمات أحادية الأنبوب نوع رانشو معدلة للطرقات الوعرة، وترساً تفاضلياً خلفياً قابلاً للقفل وميزة التحكم بهبوط المنحدرات.
لطالما وصف البلوشي هذه الشراكة كالآتي: "تذهب شراكتنا إلى أبعد من مجرد أن أكون وجهاً للعلامة التجارية حيث نتشارك الرغبة في إحداث تغيير في منطقتنا الحبيبة ونتحدى أنفسنا لضمان تحقيق أهدافنا المرجوة - سواء كان ذلك يرفع من مستوى صناعة السيارات أو الحصول على الصغار في عالم موتوكروس".
فعلاً، التقى شغف وقوة البلوشي مع وحش الصحراء من جي إم سي، وكتبا معاً قصة تحدي استثنائية رُسمت حروفها بين رمال الصحراء، وكتبت كلماتها من رحم الصعوبات.