دراسة: هل تستطيع منافسة النساء في اداء المهام المتعددة؟

معروف أن النساء يمكنهن تولي مهام عديدة في وقتٍ واحد، ليس لأنهن خارقات فقط، بل لأنهن قادرات على ذلك وهذه الصورة لم تأت  من فراغ بل جاءت جراء الكثير من المقالات والأبحاث المنتشرة على الإنترنت منها البحوث التي اعتمد فيها الباحثون على قياس نشاط الدماغ واختبارات الكمبيوتر لقياس أوقات الاستجابة.

اقرأ أيضاً: دراسة: الرجال يأكلون أكثر في وجود النساء.. لماذا؟

ولكن إذا ركزنا قليلاً في الدراسات المنتشرة سنعلم أن أداء الرجال والنساء عادة ما يكون متشابهاً تماماً، ومع ذلك هناك بعض المهام التي يتفوق فيها الرجال والنساء باستمرار على بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال تتفوق النساء بشكل واضح على الرجال في بعض القدرات اللفظية مثل تذكر قائمة من الكلمات أو غيرها من المحتوى اللفظي.

النتائج العلمية المتعلقة بالاختلافات الجنسية في قدرات تعدد المهام غير متناسقة إلى حد ما، حيث لم تجد بعض الدراسات أي فروق بين الجنسين بينما ذكرت دراسات أخرى أن هناك ميزات للرجال وأخرى للنساء، وذلك ربما لأن الغالبية العظمى من الدراسات قد درست حتى الآن الفروق بين الجنسين باستخدام المهام المختبرية الصناعية التي لا تتوافق مع أنشطة تعدد المهام المعقدة والصعبة لتي نواجهها في الحياة اليومية. 

وللفصل في هذه الآراء غير المتناسقة تم تطوير نظام يُدعى (CMPT) يستخدمه "بول بورغيس" أستاذ جامعة لندن كوليدج، والذي تم صمم ليشبه أنشطة الحياة اليومية، وهو يحدد نوعين من تعدد المهام، أولهما "تعدد المهام المتزامنة" أي قدرتك على القيام بنشاطين أو أكثر في الوقت عينه (التحدث على الهاتف أثناء القيادة) والثاني هو "تعدد المهام التسلسلية" أي قدرتك على التبديل بسرعة بين المهام (التحضير للاجتماع التالي والرد على بريد إلكتروني، تمت مقاطعتك من قبل زميل، ومن ثم التحقق من حساب تويتر)، وهكذا.

ففي CMPT، يجد المشاركون أنفسهم في مساحة تتكون من ثلاث غرف: مطبخ وغرفة تخزين وغرفة رئيسية مع طاولات وشاشة عرض ويجب عليهم إعداد غرفة للاجتماع، أي عليهم وضع أشياء مثل الكراسي وأقلام الرصاص والمشروبات في الموقع الصحيح، وفي الوقت نفسه التعامل مع المشتتات مثل كرسي مفقود ومكالمة هاتفية وتذكر الإجراءات التي يتعين تنفيذها في المستقبل مثل وضع القهوة على طاولة الاجتماع في وقت معين.

وتم تجنيد 66 امرأة و 82 رجل تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً لتنفيذ الـ"CMPT"، وبعد ذلك تمت مقارنة أداء كلتا المجموعتين في عدة متغيرات من CMPT، كالتالي:

  • الدقة الكلية لإنجاز المهمة " مثل، هل وضع المشاركون الأشياء المطلوبة على الطاولة؟".
  • إجمالي الوقت المستغرق لإكمال المهمة.
  • إجمالي المسافة المقطوعة في البيئة المتاحة.
  • هل نسي المشاركون تنفيذ المهام؟
  • هل أداروا الأحداث المفاجئة (مثل الاتصال الهاتفي) بالطريقة المثلى؟

النتيجة

لم يجدوا فروقاً بين الرجال والنساء فيما يتعلق بقدرات تعدد المهام التسلسلية، ولكن إذا كانت موجودة بالفعل فمن المحتمل أن تكون هذه الاختلافات صغيرة جداً.

لياقة صحة الانسان دراسة دراسات
loaing icon