تتميز بعض اليخوت عن اﻷخرى بحجمها الشاسع ومدى ترفها، ولكن للبعض الآخر تاريخ مبهر في أعماق الزمن، بما يتجاوز عقود عديدة من الزمان، ولذا نقص لكم اليوم قصة يخت المحروسة التي تمتد على مدى 153 عاماً.
تبدأ قصة اليخت الملكي في عام 1863 عندما أمر الخديوي إسماعيل شركة سامودا الإنجليزية ببناءه، ليتم اﻹنتهاء منه في عام 1865 ويبحر من نهر التايمز إلى ميناء اﻹسكندرية، حيث كان بطول 125 متر وارتفاع 5 طوابق.
في عام 1868، أبحر الخديوي اسماعيل باليخت لباريس من أجل حضور المعارض المقامة هناك، قبل أن يتجه في عام 1869 إلى فرنسا مرة أخرى عندما قام بدعوة ملوك أوروبا لحفل افتتاح قناة السويس المصرية، ليكون اليخت بعدها أول من عبر القناة، حيث كان يحمل مجموعة من ملوك وأمراء أوروبا في ذلك الوقت مثل أمراء هولندا، ولي العهد اﻷلماني اﻷمير فريدريك، اﻹمبراطورة أوجيني حاكمة فرنسا زوجة نابليون الثالث، والتي أهدت الخديوي بيانو ما زال متواجداً على اليخت حتى اليوم.
وتتضمن الشخصيات الشهيرة الأخرى التي كانت على متن اليخت: رضا بهلوي شاه إيران، الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية؛ جوسيب تيتو حاكم يوغوسلافيا.
بعد نهاية العهد الملكي في مصر، ظهر كل من الرئيس الراحل أنور السادات على متن اليخت، بينما استخدم لاحقاً في الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية البحرية، وقد قام الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي بالظهور على اليخت الفخم أثناء عبوره اﻹمتداد الجديد لقناة السويس، ليكون اليخت مرة أخرى أولى السفن التي تعبر المضيق الجديد من أجل افتتاحها للمرة الثانية.
هذا وقد حصل يخت المحروسة على عدة تغييرات خلال عمره البالغ 150 عاماُ، فقد تم زيادة طوله في عام 1872 بقدر 12 متر قبل إعادة بناؤه بشكل كبير في اسكتلندا في عام 1905 ليزداد طوله 5 امتار إضافية مع تزويده بمحركات بخارية توربينية، وتم وضع تيليجراف به في عام 1912، قبل أن يتم التعديل اﻷخير في عام 1919 في المملكة المتحدة ليتم استخدام وقود الديزل بدلاً من الفحم، وهو ما تطلب زيادة طول اليخت للمرة الثالثة ويصبح بطول 146 متر.