قد يخطئ البعض في أن سفينة FLIP التابعة للبحرية الأمريكية هي سفينة مقلوبة، ولكنها مصممة لتقف عموديًا في المحيط ومن دون أي دعم.
أول سفينة بقيت في الخدمة لمدة 60 عامًا
إن FLIP عبارة عن منصة أبحاث للمحيطات المفتوحة مملوكة لمكتب الأبحاث التابع للبحرية الأمريكية، وقد تم تصميمها لتغمرها المياه جزئيًا كما وتستطيع الوقوف عموديًا مع الإشارة إلى أنها تستطيع الظهور لـ 17 مترًا منها فقط من الأمام خارج المياه.
على الرغم من أنها قد تكون آخر سفينة تريد أن تطأها قدمك، إلا أن هذه السفينة تم استخدامها بالفعل لأغراضٍ تتعلق بالأبحاث، كما أن الطاقم في داخلها بقي آمنًا تمامًا أثناء توقفها عامودياً. لكن ولسوء الحظ، تم إيقاف سفينة فليب أو منصة الأدوات العائمة عن العمل في عام 2021 وتقاعدت في العام 2023، إلا أنها تعتبر السفينة الأولى من نوعها التي بقيت في الخدمة لمدة 60 عامًا.
إنجاز هندسي رائع
إضافة إلى ما ذكرنا، يمكن للسفينة أن تطفو وتعمل في الاتجاه الأفقي الطبيعي، أما في حال أرادوا إيقافها عامودياً، فتكون الطريقة عبر إغراق الجزء الخلفي منها جزئيًا، ثم الميل للخلف بمقدار 90 درجة. ولإعادتها إلى حالتها الأفقية، يُصار إلى ضخ الهواء المضغوط إلى الجزء الذي غمرته المياه من السفينة، فتعود فليب إلى السطح مرة أخرى.
كان طول سفينة فليب 108 أمتار (355 قدمًا) وهي قادرة على الرسو على عمق 1524 متراً (5000 قدم). هذا وكانت سفينة FLIP التابعة للبحرية الأمريكية بمثابة إنجاز هندسي بشري رائع ساعد في الكثير من أنواع البحث العلمي، تمامًا مثل "اليخت العلمي" Earth 300.
كشف أسرار المحيط
ساعدت فليب في الكثير من الأبحاث العلمية مثل:
- كشف ألغاز تيارات وأمواج المحيط: أتاحت FLIP إجراء قياس دقيق للتيارات وأنماط الأمواج، وهو أمر حيوي لفهم ديناميكيات المحيطات والتنبؤ بأحداث الطقس
- النظر في الأعماق: من خلال FLIP، يمكن للباحثين نشر أدوات متطورة لدراسة الحياة البحرية والنظم البيئية، من أصغر الأسماك إلى الحيتان الضخمة
- الكشف عن الصوتيات تحت المياه: تعتبر منصة FLIP مثالية لدراسة انتشار الصوت تحت المياه. هذه المعرفة ضرورية لفهم التواصل بين الحيوانات البحرية، وكذلك لتطوير تقنيات السونار بشكل أفضل
يعد تصميم FLIP المبتكر، والتفاني الذي لا يتزعزع الخاص بها في ما خص الاستكشاف العلمي بمثابة مصدر إلهام للأجيال القادمة، كما وتعتبر بمثابة شهادة على البراعة المطلوبة لكشف أسرار المحيط.
اقرأ أيضاً: من نيويورك إلى لندن تحت المياه بلمح البصر.. غواصة أسرع من الصوت