قبل عشر سنوات، أنفق أغنى أثرياء العالم ما مجموعه 22 مليار دولار على اليخوت، وهذا مبلغ كبير من المال، وهو نفس المبلغ الذي تنفقه معظم الدول الأوروبية على قواتها المسلحة. ولكن لماذا يدفع الكثير من الناس أموالاً باهظة بهدف امتلاك القوارب؟
الخصوصية
هل نعيش في كوكب مزدحم؟ اسأل معظم الناس وسيقولون نعم. ولكن هذا ليس هو الحال في الواقع عندما تنظر إلى الأمر من وجهة نظر أصحاب اليخوت. يعيش معظم الناس في عدد قليل من المناطق المركزة. إن مناطق مثل سيبيريا وغرينلاند وأستراليا والقطب الجنوبي والصحراء هي مناطق خالية من البشر تقريبًا. ولسوء الحظ، يصعب الوصول إلى هذه المواقع فهي تعاني من طقس قاسٍ. ومع ذلك، هناك برية أخرى نادرًا ما يفكر فيها الناس (إلا إذا كانوا من بين الأغنياء) وهي المحيط المفتوح.
محيطات العالم هائلة. وهي تغطي حوالي 70% من الكوكب، مما يعني أنها توفر أكثر من ضعف مساحة جميع كتل اليابسة على الأرض. والأكثر من ذلك، أنه لا يوجد بشر يعيشون على البحر باستثناء الأثرياء الآخرين الذين يستطيعون استئجار اليخوت الفاخرة. هذا وتعتمد الطرق التجارية الرئيسية على ممرات ممرات لأسباب عدة، لكن وبمجرد الابتعاد عن هذه الأماكن، تقل حركة مرور السفن بشكل كبير ما يعني الحصول على خصوصية استثنائية في وسط المياه عند التواجد في اليخوت الخاصة.
الحياة العامة للأثرياء
ولكن لماذا يتوق الأثرياء إلى مثل هذا الوجود المنعزل في المحيط؟ السبب يعود إلى نوع الحياة التي يعيشونها. فعلى عكس الأشخاص العاديين، لا يمكن لهؤلاء المشي إلى المتجر المحلي والقيام ببعض التسوق ثم ركوب السيارة والعودة إلى المنزل ذلك أنهم قد يكونون في خطر. لذلك، توفر اليخوت نوعًا من الواحة الهادئة حيث يمكن للأثرياء الذهاب إليها لتجنب الحشود، فيحصلون على استراحة من حياتهم العامة مع العائلة أو مع الأصداق.
إن اليخوت مخصصة حصريًا للأثرياء لاسيما وأن أسعارها تفوق الخيال. تشير البيانات المنشورة إلى أن مليارديرًا روسيًا يمتلك حاليًا أغلى يخت فاخر في العالم، والذي تبلغ قيمته أكثر من مليار دولار حسب بعض التقديرات. هذا اليخت يحتوي على الكثير من أحواض السباحة والمطاعم ومخزن للسيارات وحتى مدفع لمحاربة القراصنة، كما ويحتوي على مهبطين لطائرات الهليكوبتر، فقط في حالة رغبته في دعوة أصدقائه الأثرياء، لذلك يمكن أن يشكل له اليخت مكاناً آمناً.
المخاطر التي ترافق امتلاك يخت
في حين أن امتلاك يخت يوفر للأثرياء الكثير من الفوائد، إلا أن هناك أيضًا مخاطر كبيرة. من المثير للدهشة أن الإصابات الناجمة عن حوادث القوارب شائعة. هذا ويتطلب الإبحار أيضًا الكثير من المهارة. يستغرق الأمر سنوات عدة من التدريب، بخاصة إذا كنت تريد التوجه إلى أعماق المحيط. في حين أن محيطات العالم هادئة بشكل عام، إلا أن المياه قد تصبح هائجة في بعض الأحيان وقد يؤدي الغطاء السحابي إلى جعل الرؤية سيئة، وهذه التغيرات في الظروف الجوية يمكن أن تجعل من الصعب معرفة موقعك على المياه بدقة.
تميل السفن الأكبر حجمًا إلى امتلاك أدوات اتصال ممتازة، لكن اليخوت الصغيرة لا تمتلكها. هناك أيضًا مشكلة مفادها أن العديد من هذه القوارب بعيدة جدًا عن أقرب مساعدة، إذ يبحر البعض خارج حدود الدول، مما يعني أن التغطية الأمنية تكون قليلة أو معدومة.
التحديد الهرمي للأثرياء
لا يوجد سوى بضعة آلاف من الأفراد في العالم لديهم الإمكانات المادية لشراء مثل هذه السفن وتشغيلها، كما وتعتبر اليخوت نوع من الأدوات لتحديد الترتيب الهرمي للأثرياء. على عكس الطائرات الخاصة، تعد اليخوت الفاخرة عنصرًا مميزًا يسمح للأثرياء بمقارنة أنفسهم بالآخرين. أولئك الذين لديهم السفن الأكبر والأكثر تفصيلاً هم في القمة. تقدم موناكو عرضًا واضحًا جدًا في ما خص هذه المسابقة. ففي الميناء، تصطف العشرات من اليخوت الطويلة الكبيرة مع بعض السفن العملاقة بشكل خاص والتي تهيمن على قوارب الترفيه الأصغر.
إن تكاليف تشغيل اليخوت غير عادية أيضًا، حيث تصل إلى حوالي 10 بالمائة من سعر الشراء. لذا فإن الشخص الثري الذي يشتري يختًا بقيمة 100 مليون دولار يمكن أن يتوقع دفع 10 ملايين دولار سنويًا للوقود وأجور الموظفين والصيانة والدعم.
هذا وتأتي اليخوت الفاخرة مع طوابق متعددة ووسائل راحة خاصة مثل دور السينما والمطاعم. كما وتحتوي الغالبية العظمى منها على أماكن معيشة للطاقم تسمح للمالك بالسفر برفاهية كاملة لأسابيع. في اليخوت الكبيرة أيضاً يوجد مدير متخصص للتأكد من أن القارب جاهز للإبحار على الفور كما ويقدم للأفراد ذوي الثروات العالية جميع الخدمات والوجبات التي يتوقعونها.
أفضل خمسة يخوت فاخرة في العالم
- يخت عزام (المالك الأساسي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، انتقلت ملكيته إلى سمو الأمير محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات)
- إيكلبيس (المالك: رومان ابراموفيتش)
- دبي (المالك: الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة)
- دلبار (المالك: أليشر عثمانوف، ملياردير روسي وأحد المساهمين الرئيسيين في أندية أرسنال لكرة القدم، ليس من المعروف إذا كان يملكه حتى اللحظة)
- آل سعيد (المالك الأصلي السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد من عمان رحمه الله، وتم بيعه في عام 2022 للعائلة المالكة في قطر)
اقرأ أيضاً: قادها إل شابو وبعده رجال عصابات: رحلة مخيبة للبحث عن ماكلارين اف 1 أسطورية