عطلة نهاية الأسبوع على الأبواب؛ ولهذه الغاية قرر فريق StriveME القيام برحلة خارجة عن المألوف؛ قررنا زيارة مدينة طرابلس في لبنان، لما تحتويه هذه المدينة من اثار تاريخية لحضارات عديدة، بالاضافة الى موقع جميل جدا ذات مناظر خلابة، "معرض رشيد كرامي الدولي" الذي تأسس في اواخر السيتينيات والسبعينات من القرن الماضي بنظرة مستقبلية. ولتتماشى مع مفهوم المكان، كان لا بد من اختيار سيارة ذات صيت مؤثر، اسست لنظرة مستقبلية لدى صانعي السيارات.
اخترنا لهذه الرحلة سيارة مازدا سي اكس 5 2018، التي احدثت ثورة في عالم التصاميم اليابانية، وتحديدا عند الصانع الياباني مازدا. ففي عام 2011، وخلال معرض طوكيو الدولي للسيارات، اطلقت مازدا من خلال سي اكس 5 مفهوم الكودو ديزاين – KODO Design، أو تصميم الكودو، او ما يعرف بـ"روح الحركة"؛ وهو المبدأ الذي اصبح جزء لا يتجزأ من هوية الصانع الياباني على كل تصاميمه الحديثة.
بدأت رحلتنا على متن سي اكس 5 2018 الجديدة كليا من مازدا انطلاقا من مدينة بيروت، متوجهين الى عاصمة الشمال اللبناني طرابلس، حيث ان محرك السيارة سعة 2.5 ليتر من اربع اسطوانات، ومربوط بعلبة تروس اوتوماتيكية من ست سرعات بقوة 188 حصان لم يخيب الأمال، فقد اندفعت الـ"سي اكس 5" بقوة عند الحاجة، في الوقت الذي ساعدت تكنولوجيا الـ"SkyActiv" بشكل كبير في عملية التحكم بقوة الدفع اللازمة وفي عملية توفير الوقود.
وصلنا الى اول محطة خلال زيارتنا لطرابلس، "معرض رشيد كرامي الدولي"، حيث تمتعنا بالمناظر الخلابة من شجر وعصافير، مستفيدين من الطقس الممتع لالتقاط بعض الصور للـ"سي اكس 5"، واذ بروّاد المكان يتجمعون حولنا متأملين الـ"كروس اوفر" المدمج ذا اللون الأسود، غارقين في النظر الى التصميم الخارجي الاخاذ. فقد اعتمدت شركة مازدا في الجيل الجديد للـ"سي اكس 5" على التكامل بالتصميم، او "Continuity in Design"، فجاءت المصابيح الرئيسية الأمامية شبيه شكلاً بالمصابيح الخلفية، كما انها مربوطة ببعضها بخط انسيابي جانبي مرفق بنفخات على الرفاريف الأمامية والخلفية لمظهر رياضي جميل. اما من ناحية مقدمة السيارة، فهي جديدة كليا تعتمد على فتحة تهوئة ضخمة يتوسطها شعار مازدا اللافت للنظر، والذي اصبح حجمه اكبر وكأنه ثلاثي الابعاد، تأكيداً على اصرار الصانع الياباني على تطور مازدا، وعلى شعور السائق بالفخر عند امتلاكه اياً من سيارات مازدا الجديدة. اما الشريط الكرومي في مقدمة الـ"سي اكس 5" فيتولى عملية ربط المصابيح الأمامية ببعضها بطريقة ولا اروع لواجهة امامية عصرية ورياضية.
بعد التقاط الصور، التقينا دليلنا السياحي، ودخلنا السيارة، لنبدأ زيارتنا الى بعض الأماكن السياحية المشهورة في طرابلس. وما ان دخلنا المقصورة الداخلية حتى ارتسمت على وجه الدليل ابتسامة تعجب، عبّرت عند دهشته بالتصميم الداخلي للسيارة، فاسترسلت معه في تفاصيل التصميم الداخلي للـ"سي اكس 5". فقد اعتمدت مازدا على تصميم عصريّ ومستقبليّ بتغيير واضح عن الجيل السابق، فالمواد المستعملة من جلود وبلاستيك انيق تعكس الرفاهية المطلوبة في هذا النوع من السيارات. وما لبس ان سألني الدليل عن اللون الخشبي الغريب الشبيه بالمعدن، الذي استعملته مازدا في تصميمها الداخليّ، فكان الجواب على قدر السؤال التعجبيّ، اذ أن مازدا اعتمدت على الخشب المعدني الخاص بها، حيث انه يعطي انطباعاً بحداثة التصميم وبرونق الخشب الكلايسكي في نفس الوقت. وتابعت الوصف معلقا أن التصميم الداخلي، بالاضافة الى الراحة في القيادة، يعكس رؤية مازدا للأصالة والعراقة، اذ ان المقاعد الجلدية تم تطريزها يدويا، وبطريقة دقيقة جداً، لدرجة ان فارق المسافة بين الطرزة والأخرى هي نفسها.
كذلك اعطت مازدا المقاعد الخلفية اهتماماً جديراً بالذكر، كاهتمامها بالمقاعد الأمامية من حيث التصميم والراحة، واضافت نقطة شحن للإكترونيات وحاملة اكواب مخصصة لركاب المقصورة الخلفية. بالنسبة للمساحة التخزينية، فالـ"سي اكس 5" جهّزت لتكون في نفس الوقت عائلية و شبابية. ولذلك نجد مساحة تخزينية واسعة نسبياً في الصندوق الخلفي، مع إمكانية توسيعها الى حد كبير من خلال تخفيض المقاعد الخلفية بطريقة ولا اسهل، بواسطة المقابض الموجودة لهذه الغاية في الصندوق.
وبعد الانتهاء من الإسهاب بالوصف الداخلي، انطلقنا في رحلتنا داخل مدينة طرابلس متوجهين الى أول موقع اثري، وهو "قلعة طرابلس الصليبية"، التي بنيت في أوائل القرن الثاني عشر. لم تكن طريقنا سهلة، اذ توجّب علينا المرور في العديد من الأحياء الشعبية، والتوقف المتكرّر بسبب زحمة السير، ولكننا لم نعاني ما توقعناه، إذ أن الصانع الياباني ساهم في تأمين راحتنا بفضل الـ Auto hold، أو ما يعرف بالسيطرة التلقائية الذي عند الضغط الكامل على الفرامل في زحمة السير، تقف السيارة ويمكن سحب القدم عن الفرامل لمزيد من الراحة ثم تعود الى الإنطلاق مجددا بمجرد الضغط على دواسة الوقود.
بعد القلعة، توجّهنا الى موقعين اثريين موجودين في مكان واحد، هما "برج برسباي" المبنيّ في القرن الثالث عشر، و "محطة سكة الحديد العثمانية" في الميناء، وبرغم أن الوصول اليهما ليس صعبا، لكنّه تطّلب تدخل نظام الدفع الرباعي في بعض الأحيان، لمواجهة بعض الوحول والطرقات غير المعبدة؛ فالـ"سي اكس 5" بالرغم من انها ليست مخصصة للطرقات الصعبة، الّا انها تناسب محبي المغامرات الى حدّ ما.
ومع انتهاء النهار وبداية غروب الشمس، امتزجت الألوان ببعضها، ووصلت رحلتنا في مدينة طرابلس الى نهايتها، مع الوعد بالعودة مجدداً لتكملة زيارة بقية المواقع الأثرية الكثيرة في هذه المدينة. ولكن رحلتنا على متن الـ"سي اكس 5" لم تنته، اذ انّ طريق العودة الى بيروت ما زالت امامنا، فاستغليت المنعطفات السريعة على الطريق الرئيسية لاختبار اهم ميزة في قيادة الـ"سي اكس 5" G Vectoring Control الذي من شأنه التحكّم بعملية توزيع الزخم على الدواليب الأربعة عند المنعطفات، لتخفيف عملية التماوج المزعجة في داخل السيارة، ان كان بالنسبة الى السائق او حتى لركاب السيارة، فنرى ان السيارة قد اصبحت في حال اندماج كامل مع السائق والركاب لقيادة اكثر من متماسكة ومريحة.
كذلك استفدنا من القيادة الطويلة وهبوط الليل لاستكشاف عدد كبير من مميزات التكنولوجيا والأمان لدى الجيل الجديد من الـ"سي اكس 5"، كـنظام المصابيح الرئيسية الأمامية المتكيف، ونظام المعلومات الترفيهي مع شاشة من 7 بوصات، وشاشة الرجوع الخلفي، ونظام التحكمّ بالتماسك (TCS)، والنظام المانع لانغلاق المكابح (ABS)، بالاضافة الى غير ذلك من أنظمة الأمان والقيادة والترفيه.
في النهاية، لا بد من القول إنّ مازدا قد تطورت بشكل ملحوظ على مدى أجيال الـ"سي أكس 5"، وقد اعطت محبّي مازدا سيارة جديدة كلياً وجديرة بحمل علامة الصانع الياباني المتميّز مازدا.