يعتقد أغلبنا أن هبوط الطائرات يعد أخطر ويتطلب درجة تركيز أكبر من الإقلاع بالطائرات، ولكن كل من عمليات الإقلاع والهبوط تمتلك تحديات مختلفة، ورغم أن نصف حوادث الطائرات المميتة منذ الستينات وحتى اليوم كانت بالهبوط، بينما الإقلاع مسؤول عن أقل من الربع، إلا أن الوضع سابقاً كان مختلفاً وشهدت عمليات الإقلاع عدد كبير من الحوادث أيضاً.
اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل طائرة Skai فريدة من نوعها في العالم؟
في بداية تاريخ الطائرات النفاثة، كان التحدي الأكبر لها هو معدل التسارع المسموح به أثناء الإقلاع، حيث كانت تمضي الطائرات الكثير من الوقت ما بين نقطة تخطي السرعة اللازمة للإقلاع، وما بين الإقلاع بالفعل في الجو، ولذلك في حالة ظهور أي نوع من أنواع الحالات الطارئة في تلك الفترة الطويلة أثناء تسارع الطائرات على المدرج، قد يتخذ الطيار قرار خاطئ.
تعد أحد المهام المنوطة بالطيارين ومهندسي الطيران هو أنه عند حدوث أي أمر سيء أثناء الإقلاع، يجب عليهم التقرير ما بين الاستمرار بالاقلاع والتعامل مع المشكلة في الجو، أو في حالة كان الوضع حرجاً بما يكفي، فقد يكون من الأفضل عدم الاقلاع والمخاطرة بتخطي أرض مدرج الإقلاع.
بهدف تحسين التعامل مع مثل هذه المواقف ولتفادي الحوادث المبكرة، أصبح هناك حاجة لتأسيس معيار سرعة جديد على هيئة نقطة محددة تكون الطائرة عندها مهيئة للإقلاع حتى في حالة تعطل أحد المحركات، مع الأخذ في عين الاعتبار أن هذه الطائرات كانت تحمل 4 محركات، رغم أنها لم تكن أبداً بنفس قوة محركات طائرات اليوم.
هذا ونلاحظ اليوم أن رفض إقلاع الطائرات أمر نادر للغاية في أغلب المناطق حول العالم نظراً لتحسين تصميم المطارات من أجل تقليل أخطار إنهاء الطائرات لمدرج الإقلاع والهبوط.