ماذا لو قلت لك أن طائرتك هبطت للتو في ساحة سكك حديدية، ثم انفصلت إحدى مقصوراتها التي أنت فيها وباتت قطاراً ينقلك بدوره إلى وسط المدينة ومنه تأخذ أوبر إلى الفندق أو المنزل؟
للوهلة الأولى، قد يبدو ذلك هذياناً جنونياً، لكننا في عصر لم يعُد فيه شيء كذلك، إذ أن الفكرة المدعوّة كليب إير Clip-Air تجسّد ذلك في مظهر جريء هجين بين قطار وطائرة.
هي تعتبر طائرة من 4 قطع، ثلاثة منها للمقصورات ويمكنها حمل ركاب أو بضائع أو بنزين، ثم هناك هيكل الطائرة الذي يتضمنه مقصورة القيادة والمحركات.
المقصورات قابلة للانفصال عن الطائرة لاستكمال رحلتها على الطريق أو السكك الحديدية، ما يمنح النقل الجوي فائدة عظمى في توفير وقت المسافرين واستخدامه بأعلى كفاءة ممكنة.
يمتد الجناح على مسافة 61 متر، في حين أن الهيكل يعادل نصف ذلك، وكل مقصورة قادرة على حمل أوزان تصل إلى 30 طن أو 450 راكب.
مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية (EPFL) هي التي تقف خلف الفكرة الثورية، وقد اعترف الباحثون بأن تنفيذها يتطلب 40-50 عاماً، بالتالي فإن المشروع استكشافي غرضه أخذنا إلى آفاق تفكير جديدة كلياً فيما يتعلق بالطيران التجاري وتقنيات النقل المستخدمة كي ندفعها نحو المستقبل.
يسعى الباحثون السويسريون إلى تطوير نموذج أوّلي في حجم طائرة خاصة خلال 5 الى 10 أعوام، على أن تكون النسخة المطوّرة منه قادرة على نقل 150 راكباً، حتى نصل في النهاية إلى الطائرة ذات 3 مقصورات، وهذا ما لن يتحول إلى واقع قبل 2070.