في مرحلة ما بدا أن المحرك الأصغر هو السر في كفاءة استهلاك الوقود. فالسيارات الاقتصادية الشهيرة ذات الميزانية المحدودة، تأتي بسعات محرك تتراوح من 360 سم مكعب إلى 660 سم مكعب. ففي الأيام السابقة، كانت السيارات القوية ذات المحركات الضخمة مثل السيارات الأمريكية القوية تستهلك كميات كبيرة من الوقود، في حين كانت السيارات العائلية ذات التوجه الاقتصادي تميل إلى تزويدها بمحركات أصغر حجماً لتحقيق اقتصاد مقبول في استهلاك الوقود. فهل هذا يعني أنه طالما أن المحرك أصغر، فإنه سيكون دائمًا أكثر كفاءة في استهلاك الوقود؟ الأمر ليس كذلك تمامًا، وإليك بعض الأسباب وراء ذلك.
تأثير التحسن التكنولوجي
مع التقدم التكنولوجي، أصبحت محركات السيارات أكثر كفاءة. وأصبح من الطبيعي جدًا أن يكون المحرك الأكبر حجمًا المبني بالتكنولوجيا الحديثة بنفس كفاءة المحركات الأصغر حجمًا في الأعوام الماضية. ويمكن أن يرتبط التحسن في استهلاك الوقود بتكنولوجيا المحرك مثل حقن الوقود الذي تم تقديمه كبديل لأنظمة الوقود التي يتم التحكم فيها ميكانيكيًا والتي تستخدم المكربنات، وقد سمح نظام حقن الوقود الدقيق والمتحكم به بزيادة الكفاءة. وفي العصر الحديث، تم تحقيق الكثير من خلال الأنظمة عالية التقنية مثل الحقن المباشر للوقود، وإلغاء تنشيط الأسطوانات، وأنظمة التشغيل والإيقاف للمحرك.
ولم تكن تكنولوجيا المحرك الحديثة وحدها هي التي أحدثت الفارق، بل إن كفاءة وميزات علبة التروس الأوتوماتيكية الحديثة تساعد أيضًا على تخفيف الحمل على المحرك، مما يؤدي إلى تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود.
في الخلاصة
قد يبدو هذا غير بديهي، ولكن يمكن أن تكون هناك تطبيقات حيث يصبح المحرك الأصغر أكثر تعطشًا للوقود. ففي معظم الحالات، تميل المحركات كبيرة عادةً إلى استهلاك الوقود. ولكن بمساعدة التكنولوجيا الحديثة، لم يعد الأمر كذلك دائمًا.
وبينما ستُظهر أوراق البيانات الفنية دائمًا أن سيارة ذات محرك أصغر حجمًا ستتمتع باقتصاد أفضل في استهلاك الوقود، لكن في الممارسة الواقعية والقيادة اليومية، قد ينتهي بك الأمر إلى زيادة سرعة المحرك بشكل أكبر لتتمكن السيارة من الوصول إلى السرعة الكافية. ويصبح الوضع أسوأ إذا كنت تقوم بسحب حمولة كبيرة، أو إذا كانت السيارة كبيرة وثقيلة. ونتيجة لذلك، من الممكن أن ينتهي بك الأمر بسيارة ليست فقط باهتة في القيادة، ولكنها تستهلك أيضًا وقودًا أكثر من نظيرتها ذات المحرك الأكبر.
في السياق عينه، تجمع أنظمة الدفع الهجينة بين محرك كهربائي ومحرك تقليدي لمساعدته في دفع السيارة. وتتمتع جميع محركات الاحتراق الداخلي بمنطقة كفاءة محددة وضيقة إلى حد ما ضمن نطاق عدد الدورات في الدقيقة بالكامل. يمكن للمحرك الكهربائي أن يساعد المحرك في المناطق الأقل كفاءة، مما يؤدي إلى تحسين الاقتصاد في استهلاك الوقود بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: صح ام خطأ: محرك التوربو يحتاج للتبريد قبل ايقافه