على الرغم من أن السيارات المستخدمة حالياً في تحقيق أرقام قياسية لأعلى سرعة أرضية تعتمد على محركات نفاثة وتقترب سرعتها من سرعة الصوت، إلا أن مرسيدس حظيت بفرصة كسر الرقم القياسي لأعلى سرعة أرضية في نهاية ثلاثينات القرن الماضي عبر مشروع خاص حمل اسم مرسيدس T80.
اقرأ أيضاً: فورد تطلق جي تي هيريتيج المستوحاة من الطراز الفائز بسباق دايتونا 1966
مشروع مرسيدس T80
المشروع كان يستند على تصميم سيارة تحمل محرك طائرة، والغاية منه كانت تحقيق غرض واحد فقط، وهو تحطيم الرقم القياسي للحد الأعلى للسرعة الذي كان الإنجليز هم من حققوه في تلك الحقبة.
خلال منتصف الثلاثينات، كان سائق السباقات الألماني البولندي هانز شتوك يحلم بكسر الحد الأقصى لأعلى سرعة أرضية، وهو ما كان يعد مشروع ضخم، لذلك بدأ يسعى للحصول على مساعدة عدة أشخاص مثل فيلهلم كيسل الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة دايملر-بنز في الثلاثينات، وقائد القوات الجوية الألمانية إرنست أوديت، الى جانب مؤسس شركة بورشه المهندس فرديناند بورشه الذي كان مسؤول عن تصميم السيارة الخارقة.
بعد عدة إخفاقات، تم إكمال سيارة مرسيدس T80 التي أتت على هيئة سيارة ثلاثية المحاور بطول 8 متر، والتي كان من المخطط أن تبلغ سرعتها القصوى 650 كم/س عبر محرك V12 مخصص للطائرات بقوة 3500 حصان، حيث كان الهدف هو كسر الرقم القياسي لأعلى سرعة أرضية في تلك الفترة، والذي بلغ 595 كم/س.
للأسف، اندلعت الحرب العالمية الثانية قبل أن يتمكن شتوك من أن يحاول تحقيق رقم قياسي جديد، حيث تم إزالة محرك الطائرة من السيارة مع نقل الهيكل ذاته إلى مكان آمن، ورغم نجاة السيارة من الحرب، إلا أن المشروع لم يتم إعادة إحيائه مرة أخرى، ولكن تظل السيارة معروضة حالياً في معرض مرسيدس في مدينة شتوتغارت الألمانية.