في عالم يتسارع نحو السيارات الكهربائية، وتسيطر فيه المركبات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV)، تودعنا ببطء وسكينة، لكن بأسلوب لافت، سيارة رياضية حقيقية صُنعت لمتعة الطريق المفتوح: بي ام دبليو Z4 رودستر. بعد شراكة مثمرة مع تويوتا لإنتاج الجيل الحالي (G29)، وحيث أعلنت الشقيقة التوأم "سوبرا" نهاية مسيرتها، جاء الدور على العملاق البافاري ليُعلن نهاية خط الإنتاج في أبريل 2026.
ولكن بي ام دبليو لم تشأ أن يمر هذا الوداع ببرود؛ بل اختارت أن تختم القصة بإصدار خاص ومُهيب يحمل اسم "Final Edition" (الإصدار النهائي)، ليُشكل شارة سوداء أنيقة تُلف حول ذكريات عشاق السيارات الرياضية النقية.
الحزن الأنيق: فلسفة "الأسود المُثلج"

يعتمد الإصدار النهائي على طراز Z4 M40i الأعلى أداءً، لكنه يتبنى فلسفة تصميمية قوامها الغموض والقوة غير المروضة. جميع وحدات "الإصدار النهائي" ستأتي بطلاء معدني حصري يسمى "Frozen Black" (الأسود المُثلج)، مما يمنح السيارة مظهراً مخيفاً وجذاباً في آن واحد، وكأنها ظلٌ ينزلق على الطريق.
ولتعزيز هذا الطابع، تم تطبيق حزمة "شادولاين" (Shadowline) للتعتيم على جميع التفاصيل الخارجية، بما في ذلك شبكة الكلى والمرايا وأطراف العوادم، بالإضافة إلى سقف قماشي بلون "أبيض القمر الأسود" (Moonlight Black) الذي يُكمل المشهد القاتم. وحدها ملاقط مكابح M الرياضية ذات اللون الأحمر الزاهي هي التي تخترق هذا السواد، لتشير إلى الشغف الناري الذي يختبئ تحت الهيكل.
القوة السادسة المستقيمة: 382 حصاناً والحيرة الأبدية

ميكانيكياً، لم تتدخل بي ام دبليو كثيراً في محرك Z4 M40i القوي، إذ لا تزال تعتمد على محركها الأسطوري سداسي الأسطوانات المستقيمة (B58) سعة 3.0 لتر بشاحن توربيني، والذي يولد قوة تبلغ 382 حصاناً وعزم دوران قدره 500 نيوتن متر.
لكن الإصدار النهائي يُعيد طرح الحيرة الأبدية لعشاق القيادة: ناقل الحركة اليدوي أم الأوتوماتيكي؟
* الناقل اليدوي (6 سرعات): يمنح السيارة حزمة تعديلات خاصة للهيكل تُعرف باسم "Handschalter" (التغيير اليدوي)، تشمل نوابض فريدة، وقضيب منع تدحرج مُعزز، وضبطاً خاصاً لبرمجيات التوجيه ونظام التحكم في الجر. هذا الخيار هو الأفضل للنقاء ومتعة السائق، رغم أنه أبطأ قليلاً (0-96 كم/ساعة في 4.2 ثوانٍ).
* الناقل الأوتوماتيكي (8 سرعات): يحقق تسارعاً أسرع (0-96 كم/ساعة في 3.9 ثوانٍ)، لكنه يفتقر إلى تعديلات "Handschalter" الخاصة بالشاسيه.
وفي كلا الحالتين، تحصل السيارة على إطارات قياس 19 بوصة في الأمام و 20 بوصة في الخلف، وهو التكوين الذي عادة ما يكون محجوزاً للنسخة اليدوية، مما يؤكد على طابع الأداء العالي.
نهاية مرحلة وبداية أمل

في الداخل، يسيطر جلد "فيرناسكا" (Vernasca) الأسود مع لمسات مكثفة من الخياطة الحمراء المتباينة التي تنتشر عبر المقاعد ولوحة القيادة والأبواب، بالإضافة إلى أحزمة مقاعد M ثلاثية الألوان. وتم تعزيز المقصورة بالتقنيات والميزات الفاخرة مثل نظام Harman Kardon الصوتي وحزمة مساعدة القيادة.
الـ Z4 "Final Edition" ليست مجرد احتفال بالجيل الحالي؛ إنها طي لصفحة الشراكة مع تويوتا، وتذكير بأن هذا الطراز لم يحقق مبيعات ضخمة، لكنه صنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب عشاق سيارات "الرودستر" المتميزة. وبينما يُغلق مصنع ماغنا ستاير الستار على Z4 في أبريل 2026، تلوح في الأفق وعود بورشة بأن طرازاً رياضياً جديداً قد يولد من رحم منصة "Neue Klasse" الكهربائية، ليحمل ربما شارة "Z" مجدداً في المستقبل. حتى ذلك الحين، تبقى "الإصدار النهائي" هو الكلمة الأخيرة الفاخرة والقاتمة لأيقونة بي ام دبليو المكشوفة.
إقرأ ايضاً: سيارة بي ام دبليو العائلية هذه كسرت الرقم القياسي على حلبة نوربورغرينغ