الأسطورة التي رفضت الموت: "تي في آر غريفيث" تعود بـ "شحنة" كهربائية مفاجئة

في عالم السيارات الفاخرة عالية الأداء، هناك أسماء تترسخ في الذاكرة ليس فقط بقوة محركاتها، بل بقصصها الدرامية التي تمزج بين الشغف والتعثر. ويُعد اسم "تي في آر" (TVR) البريطاني مرادفًا للانفلات التصميمي والقوة الخام، أما طراز "غريفيث" (Griffith) فكان من المقرر أن يكون عودة هذا المجد إلى الحياة. ثماني سنوات عجاف مرّت منذ الكشف الأولي عنه، كانت كافية ليتحول الحلم إلى كابوس مزمن من التأجيلات. لكن يبدو أن التيار قد بدأ يتغير، وأن "شحنة" كهربائية غير متوقعة هي من ستبعث الروح مجددًا في هذه الأيقونة المعاصرة.

ثماني سنوات في طي النسيان

تي في آر خارجي

عندما كشفت TVR النقاب عن سيارة "غريفيث" في عام 2017، كانت بمثابة وعد بمستقبل مشرق يعيد أمجاد الشركة. السيارة الرياضية، التي كان من المفترض أن تصل إلى العملاء في أوائل عام 2019، كانت تحفة هندسية صممها العبقري غوردون موراي، معتمدة على تقنية شاسيه iStream المبتكرة. تحت الغطاء، كان يختبئ محرك "كايوتي" (Coyote) الشهير من فورد، ثماني الأسطوانات بسعة 5.0 لتر، قامت شركة "كوزوورث" بتعديله بعناية ليدفع قوة مذهلة تبلغ 500 حصان.

لكن المزيج القاتل من النكسات المالية وعدم اليقين المؤسسي أبعد "غريفيث" عن خطوط الإنتاج. وظلت السيارة، وكذلك العملاء الذين تحلوا بصبر لا يصدق وأودعوا طلباتهم، في حالة انتظار طويلة ومؤلمة. كان الأمر أشبه بالنظر إلى سيارة أحلامك عبر نافذة زجاجية لا يمكن كسرها.

المنقذ القادم من عالم "الريستومود"

تي في آر داخلي

في تطور مفاجئ، يبدو أن النهاية السعيدة قد تكتبها أيادٍ خبيرة في "إحياء التراث بطاقة كهربائية". فقد تم الإعلان عن استحواذ شركة "تشارج هولدينغز" (Charge Holdings) رسميًا على TVR، لتصبح الأخيرة شركة تابعة لها. وللمفارقة، فإن "تشارج هولدينغز" هي الشركة الأم لـ "تشارج كارز" (Charge Cars)، والتي اشتهرت بتقديمها لنسخة "ريستومود" كهربائية بالكامل لسيارة فورد موستانغ طراز 1967 الكلاسيكية.

إن هذا الاندماج الاستراتيجي ليس مجرد تغيير في الملكية، بل هو ضخ لطاقة جديدة وخبرة متخصصة في التحول الكهربائي. فبعد أن مرت "تشارج كارز" نفسها بفترة اضطراب قبل أن تعود أقوى من ذي قبل، تسعى الآن لتطبيق خبرتها في إنعاش العلامات الأيقونية على TVR.

مساران متوازيان: أصالة الاحتراق وابتكار الكهرباء

الخطة التي وضعتها الإدارة الجديدة هي خطة متعددة المراحل، هدفها النهائي هو إنتاج "جيل جديد من المركبات البريطانية الفاخرة عالية الأداء".

المرحلة الأولى هي الأهم بالنسبة للعملاء المنتظرين: استكمال تطوير "غريفيث" بمحرك الاحتراق الداخلي الأصلي (V8) وضمان وصوله إلى المرآب أخيرًا. ويُعتقد أن تأمين محرك "كايوتي" المعدل لن يشكل تحديًا كبيرًا.

أما المرحلة المستقبلية فهي الأكثر إثارة، حيث تعتزم "تشارج هولدينغز" توسيع TVR نحو المنصات الكهربائية بالكامل قريبًا. هذا التوجه يضع "غريفيث" في مفترق طرق صعب؛ ففي الوقت الذي يسعون فيه لتسليم النسخة الكلاسيكية، يواجهون تحديًا تقنيًا ضخمًا يتعلق بالشاسيه، إذ أصبحت حقوق منصة iStream الشهيرة مملوكة لشركة Forseven (التي اندمجت مؤخراً مع ماكلارين). هذا يعني أنهم قد يضطرون لتطوير منصة جديدة بالكامل أو تكييف منصة موجودة.

يقول بول أبركرومبي، الرئيس التنفيذي لـ "تشارج هولدينغز"، إن مهمة الشركة هي "الجمع بين العلامات التجارية الأيقونية والخبرة العالمية في التصنيع، لتوحيد التراث مع الابتكار، وخلق رائد جديد في قطاع السيارات الفاخرة ذات الإنتاج المحدود".

يبدو أن "غريفيث" التي طال انتظارها قد تجد طريقها أخيرًا إلى الحياة. إنها لحظة تاريخية ستشهد ولادة أيقونة بريطانية بقدم في الماضي الجريء، وقدم أخرى ترقص على إيقاع المستقبل الكهربائي. المزيد من التفاصيل وخطط الإنتاج من المتوقع أن تُعلن في أوائل عام 2026، وحينها فقط سنعرف ما إذا كان هدير محرك V8 سيكون آخر ما نسمعه من الأسطورة، أم أن الصمت القوي للمحركات الكهربائية سيكتب فصلها الجديد.

 

إقرأ ايضاً: بنتلي تعيد إحياء شارة سوبر سبورتس بعد غياب 100 عام

سيارات هجينة أخبار السيارات
loaing icon