إن بناء سيارة يجب أن تستوفي التشريعات الصارمة بشكل متزايد هو أمر صعب أحياناً، كما ويجب على صانعي السيارات أن يأخذوا في الاعتبار ليس فقط لوائح الانبعاثات والسلامة، بل أيضًا معايير محددة تتعلق بمستويات الضوضاء. هذا وتشتهر شركة بورشه بسياراتها الرياضية الأنيقة وأدائها المثير، لكنها تأخذ أيضًا معايير الضوضاء على محمل الجد. إليكم قصة سيارة بورشه 928 اختبار الضوضاء، وهي نموذج أولي فريد من نوعه تم بناؤه عام 1989 بمهمة واحدة محددة: أن تصبح أهدأ 928 على الإطلاق، وذلك بهدف قياس ضوضاء الإطارات.
من الأناقة إلى الغرابة: التعديلات من أجل الصمت
استنادًا إلى 928 قياسية بمحرك V8 قوي سعة 5.4 لتر، خضعت سيارة اختبار الضوضاء لعدد من التعديلات غير التقليدية لتقليل الصوت. فقد تم تجريد المقصورة الداخلية من أجل تقليل الوزن والضوضاء من الركاب. إضافة إلى ذلك تم نقل المبرد، وهو مصدر كبير للضوضاء بسبب المروحة، إلى موضع مكشوف أمام المصد الأمامي. ومع ذلك، تطلب هذا الموضع غير التقليدي إضافة مخرجين كبيرين على غطاء المحرك لتوجيه الهواء البارد.
إضافة إلى ما ذكرنا، خضع نظام العادم أيضًا لتحول. فقد تم تركيب كاتم صوت ضخم على النافذة الخلفية، مما أدى إلى إخفاء أنابيب العادم بشكل فعال مع خلق مظهر هزلي إلى حد ما. هذا وتم ثني أنابيب العادم المزدوجة لأعلى الجزء الخلفي من السيارة، مما يؤكد بشكل أكبر على غرضها غير التقليدي.
ليس فقط التصميم الخارجي
لم تقتصر التعديلات على الخارج. فقد تم لف علبة التروس وعمود الإرسال بمواد عازلة للصوت لتقليل الضوضاء الناتجة عند تشغيلها. أدت هذه التعديلات المكثفة إلى إنجاز رائع. حققت سيارة بورشه 928 الغريبة هذه، مستوى ضوضاء يبلغ 63 ديسيبل فقط أثناء التحرك بسرعة 50 كلم/ الساعة، وقد كان هذا أقل بكثير من الحد القانوني في ذلك الوقت، والذي كان حوالي 74 ديسيبل.
إرث السيارة الغريبة الأطوار
بينما قد لا تكون سيارة بورشه 928 اختبار الضوضاء جميلة الشكل، إلا أن مساهمتها في الهندسة لا يمكن إنكارها. فقد سمحت لمهندسي بورشه بقياس ضوضاء الإطارات بدقة على مركبات مختلفة، مما مهد الطريق لإنتاج نماذج أكثر هدوءًا ودقة. هذا وتوجد هذه السيارة الفريدة اليوم في متحف بورشه، وهي شهادة على مدى ذهاب المهندسين في سعى لتحقيق تجربة قيادة أكثر هدوءًا وراحة.
اقرأ أيضاً: سيارة بورشه التي وصلت إلى اكثر من مليون كلم ولم تتوقف