عندما يتعلق الامر بالسيارات الكلاسيكية، تذهب الاذهان برحلات عبر الزمن الى ايام سيارات الرودستر الكشف الرائعة وتبدأ بتخيل الطرقات الفارغة على ساحل لبنان، والطقس الجميل مع الهواء العليل، اضافة الى رفقة من تحب اذ تتمتعان بأجمل الاوقات.
هذا ما دفع انس الزعيم من سوريا، والمقيم في بيروت، باقتناء احدى اشهر سيارات الرودستر في زمانها، وهي مرسيدس بنز 190 SL طراز عام 1958.
قرر انس اقتناء السيارات الكلاسيكية منذ ان كان جدّه يحب هذه السيارات، وبدأت هذه الهواية بالنمو مع الوقت حتى تحولت الى مهنته، فهل هناك شيء اجمل من ان يكون شغفك هو عملك؟ ولكن، اقتناء السيارات الكلاسيكية هو عمل دؤوب ومضني، فتبدأ عملية البحث عن السيارة المناسبة اولا في ذهن صاحبها لتناسب ذوقه وشغفه، وبعدها تنتقل الى البحث العملي الذي قد يستغرق سنين، وبعدها، وبحسب حالة السيارة، تبدأ عملية الترميم التي بدورها تستغرق سنين بسبب عملية ايجاد قطع الغيار وتحسين وضع الشاصي وبدن السيارة وداخليتها وغيرها من الاشغال والوقت وحتى المال من اجل تحويل ما اشتريته الى تحفة فنية تاريخية تحافظ لا بل تزيد قيمتها مع الوقت ولكن في النهاية شعور قيادة السيارة الكلاسيكية ينسيك كل تعبك ومجهودك ويعطيك شعور لا يوصف ومتعة حقاً رائعة.
قصة انس لا تختلف عن ما ذكر ولكن ما يختلف هو السيارة الرائعة التي قرر انس امتلاكها، فلمن لا يعرف مرسيدس بنز، قررت الشركة في فترة خمسينيات القرن الماضي باصدار سيارات رياضية تعتبر من الأهم والاغلى عالميا حتى يومنا هذا، من الـ 300 اس ال جالوينج (Gullwing) التي انتج منها فقط 1400 نسخة فقط ويصل سعرها اليوم الى اكثر من مليوني دولار اميركي، و 300 SL رودستر المكشوفة التي اصدر منها 1858 نسخة فقط ويصل سعرها اليوم الى حوالي 750000 دولار اميركي، وصولاً الى SL 190 التي يقتنيها انس والتي يصل سعرها الى حوالي 200000 دولار اميركي.
بالنسبة لأنس، هذه السيارة ليست فقط بقيمتها المادية، بل بارتباطها بذكريات حديثة، حيث استغرقت عملية الترميم اكثر من سنة، وبذكريات قديمة تعيد الى الاذهان روعة السيارات الكلاسيكية النادرة.