بعد ان تعرفنا على ياسر طبارة وسيارته كمارو اس اس ينكو 1969 من لبنان، تمعّنّا في عشقه لسيارات عضلات جنرال موتورز الكلاسيكية الامريكية وتبيّن لنا أنه يمتلك سيارة اخرى مميزة من أواخر سبعينيّات القرن الماضي، فما هي قصة بونتياك ترانس ام 1979 مع ياسر؟
نعود بالتاريخ الى منتصف الثمانينات والى حادثة مؤلمة تركت اثراً في حياة ياسر، ففي تلك الفترة كان ياسر يمتلك ترانس ام 1979 كحلية اللون وكان مغرماً بها، يجوب طرقات بيروت يوميّاً وينتظر يوم عطلة الاسبوع ليأخذ والدته من اجل شرب القهوة على الكورنيش البحري لمدينة بيروت، وكان هذا بمثابة روتينه الصباحي كل يوم احد، إلى أن مرضت والدته ودخلت المستشفى، ما منعه من الاستمتاع بهذا الروتين. دخلت والدته في غيبوبة، ولكن اتى يوم وفتّحت أعينها عند دخول ياسر غرفتها في المستشفى، لتسأله من بعدها عن ما إذا قد ركن الـ ترانس ام جيّداً، فدمّعت عيون ياسر، اذ كان قد باع السيارة لتأمين حاجات المستشفى، فوعدها بجولة من العمر عند الإنتهاء من تلقّي علاجها في المستشفى، ولكن للأسف، لم تتمكن والدة ياسر من التغلب على مرضها.
لم ينس ياسر حبه وتعلّقه بالـ ترانس ام، ففي سنة 2017، عثر على سيارة ترانس ام 1979 كحليّة اللون لدى إحدى هواة جمع السيارات، وكانت شبيهة بالتي كان يمتلكها. هذا النوع من السيارات قليلاً ما يعرض للبيع، فلم يمتلك هذه السيارة سوى شخص واحد منذ اصدارها عام 1979، ولكن شاءت الصدف ان يتدخل احد اصدقاء ياسر ليُقنع صاحب السيارة ببيعها مقابل سيارة اخرى، ليلتقي ياسر مجددا بعد اكثر من ثلاثين عاماً بالسيارة التي خسرها في ذكرى مؤلمة، فتُحيي ذكرى والدته وروتين يوم الاحد في مدينة بيروت من جديد.
سيارة ياسر هي بونتياك فايربيرد ترانس ام الجيل الثاني 1979، وهي مهمّة كونها من آخِر سيارات العضلات الاميركية، فبعد أزمة الوقود في منتصف السبيعينيّات، زُوِّدت جميع سيارات العضلات بمحركات صغيرة، إلّا الـ ترانس ام التي كانت من آخر الناجين من تلك التحولات وجُهِّزت بمحرك 6.6 ليتر من اولدسموبيل.
في تلك السنة وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في امريكا، حقّقت ترانس ام اكبر عدد من سيارتها انتاجا وختمت حقبة السبيعينيات وحقبة سيارات العضلات الاميركية بعدّة نسخات مميزة، واليوم يطمح جميع هواة جمع السيارات الكلاسيكية بالحصول عليها، اذ انها تجمع الراحة والرفاهية والتصميم الرياضي والقوة من تلك الحقبة.