عشق الإنسان للسرعة وللتطوّر التكنولوجي قدم لنا بعض السيارات الخارقة التي كسرت حاجز 480 كلم في الساعة، لكن لما أخذ صانعو السيارات الكثير من الوقت لتحقيق هذه السرعة؟
للإجابة على هذا السؤال هناك عوامل كثيرة يجب أن تأخذ بعين الإعتبار وهذه أهمها.
عامل القوّة.. الكثير من القوة
الكمية الهائلة من الطاقة اللازمة لدفع الوحش الميكانيكي لتجاوز 480 كلم في الساعة لا يتم تحديدها فقط من خلال مكان المحرك، ولكن أيضًا كمية الهواء والوقود التي تدخله، ومعدلات دوران المحرك والآلاف من التفاصيل الأخرى التي تدخل في صنع قوة يمكن أن تصنع مثل هذه الأرقام.
ولا يلزم فقط تصنيع هذه الكميات المخيفة من الطاقة للوصول إلى سرعات قياسية، ولكن يتعين على المهندسين أيضاً أن يصنعوها بحيث يكون المحرك اعتماديًا ايضاً ولا يفشل تحت كل هذا الضغط.
إذا ألقينا نظرة على 1817 حصانًا التي ينتجها محرك هينيسي فينوم F5 ومجموعة نقل الحركة الخاصة بها يعطينا منظوراً حول كيف قررت هينيسي الاقتراب من صنع سيارة فائقة السرعة.
يمكن أن يصل محرك V8 بسعة 6.6 لتر المزود بشاحن توربيني والمستخدم في F5 إلى 8600 دورة في الدقيقة بينما محرك W16 سعة 8.0 لتر المستخدم في سيارة بوجاتي المنافسة يصل إلى 6000 دورة في الدقيقة فقط.
أي أن المحرك الأصغر يدور بشكل أسرع ويعوض عدد الأسطوانات.
الديناميكا الهوائية
عندما يتعلق الأمر بتحطيم الأرقام القياسية للسرعة، فإن أحد أكبر التحديات التي يواجهها المصممون والمهندسون هو الديناميكا الهوائية، يتصرف الهواء بشكل مختلف عند السرعات العالية ويغير تدفقه ليأخذ مسارات مختلفة على هيكل السيارة حيث أن الأرقام الموجودة على عداد السرعة تصبح أعلى وأعلى.
ذلك يعني أن السيارة تحتاج أن تكون مصممة خصيصاً للقيادة بهذه السرعات العالية وهذا عادة ما يترجم إلى نقص في الأداء على المسار وفي المنعطفات، لأن القوة السفلية المطلوبة لتحسين المنعطفات تخلق المزيد من مقاومة الهواء.ويعني أن الهواء هو عامل أساسي وتحدي لصناع السيارات الخارقة للوصول إلى سرعات عالية.
العامل الأكثر أهمية..العجلات
الإطارات هي نقاط الاتصال الوحيدة بين الماكينة والأرض، مما يجعلها واحدة من أكثر الأجزاء الأهمية في أي تصميم موجه نحو الأداء، لا يتمتع الإطار العادي بالقدرة على تحمل قوة التمزق حوالي 7 أطنان منه بسرعات تصل إلى 480 كلم في الساعة.
واجهت بوجاتي هذا التحدي بزيادة طبقة سميكة من ألياف الكربون مبنية تحت هيكل الإطار، مما يعزز من قوة الإطار ويمنع أي وزن إضافي.
في حين أن تجاوز علامة 480 كلم في الساعة كان إنجازاً كبيراً لصناعة السيارات، فإننا نعلم أن المرحلة التالية ستأتي قريباً.
ومع ذلك، كلما توغلنا في مجالات السرعة، أصبح من الصعب على الآلات التي صنعها الإنسان أن تعمل بشكل أسرع.
إقرأ أيضاً: ما هو السر وراء سيارات بوجاتي الخارقة السرعة؟
