تجري محادثات بين تويوتا والمملكة منذ عام 2017 من أجل إنشاء مصنع سيارات لها في البلاد رغبة في تنويع الاقتصاد المعتمد على النفط وخلق فرص عمل للشباب، ناهيك عن ان سياراتها شعبية جداً في البلاد.
اقرأ أيضا: لوسيد ستصنع سياراتها الكهربائية في السعودية
إلا أن رويترز أكدت نقلاً عن 4 مصادر بأن صانعة السيارات اليابانية أعرضت عن بناء مصنعها في المملكة بعد موافقتها في 2017 على إجراء دراسة لمشروع تصنيع السيارات ومكوناتها على الأراضي السعودية.
وصحيح أن تويوتا والحكومة السعودية رفضتا التعليق على المحادثات، إلا أن مصدراً مطلع قال "لا أحد سيقول - لا وحسب - لكنهم - تويوتا - عبروا بشكل مهذب عن عدم اهتمامهم بالأمر".
صعوبات بالجملة
بعد الدراسة والمفاوضات، رأت تويوتا بأنه سيتوجب على الحكومة السعودية تقديم دعم هائل للمشروع لكي يحقق النجاح، إذ أن تكاليف الإنتاج لن تكون مماثلة لدول أخرى (مصر، تركيا) خاصة مع ارتفاع تكلفة اليد العاملة في المملكة وافتقادها للخبرة، إلا إذا كان هناك حافز حكومي بنسبة 50%.. وحتى في تلك الحالة ليس هناك ثقة بأن المشروع سيدر الربح على صانعة السيارات اليابانية.
تستهدف المملكة بأن تكون نصف مبيعات السيارات في سوقها مجمعة محلياً، ما يعني 250 ألف سيارة سنوياً بالمعايير الحالية، وهي أرقام سترتفع مثلاً لما يقارب 400 ألف سيارة وأكثر بحلول 2030.
عرضت تويوتا بالفعل بأن تنشئ مصنع لإنتاج السيارات، لكنه كان سيكون صغيراً بطاقة إنتاجية سنوية 10 آلاف مركبة باستخدام مكونات مستوردة، وهو ما يتعارض مع رؤية 2030.
وصحيح أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية حصل على حوافز بقيمة 12 مليار دولار لتطوير قطاع السيارات، إلا أنها ليست كافية على الإطلاق.
بنية تحتية لإنتاج السيارات
يقول مدراء في صناعة السيارات بأن عوائق صناعة السيارات في المملكة تتمثل في غياب سلسلة إمداد محلية لمكونات السيارات، كما أنه يتوجب بناء مناطق اقتصادية متكاملة تنتج مكونات مثل زجاج السيارات والبطاريات والعجلات لأجل خفض التكاليف وعدم استيرادها من الخارج.
”إذا كان علي أن أبدأ عملية تصنيع في السعودية ثم استورد كل مكون من الخارج فليس لدي أي ميزة اقتصادية. المشكلة ليست حقا في إقامة المصنع بل في امتلاك سلسلة القيمة بكاملها“ - مدير شركة سيارات لم يكشف عن اسمه.
الجدير بالذكر أن المملكة تتفاوض حالياً مع هيونداي وكيا ولوسيد لإنشاء مصانع سياراتهم في المملكة بقيادة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، لذا هنالك أمل في قلب الأمور مستقبلاً وتوطين صناعة السيارات بما يتفق مع رؤية 2030.
